من المعروف ان التدخين عادة دخيلة على مجتمعنا, وله اضرار كثيره على الشباب أو البنات، والغريب بان ظاهرة التدخين عند الفتيات تتفاقم في السنوات الأخيرة، ونسبة انتشاره بين الإناث أكبر من انتشارها بين الشباب .
وهذا يعتبر تمرداً على القيم والعادات والتقاليد المجتمع الأردني، فـالدخان بدأ ينتشر ڪالنار في الهشيم بين الفتيات لأن المدخنات يجدن في السيجاره متنفسا ڪما يتوهمن، لان السيجاره اصبحت ذات قيمه معنويه ڪبيره، حتى اصبحت أنوثة الفتاة مربوطه بأعقاب السجائر لما لها من دلالات تشير صراحة إلى نموذج الفتاة المتحررة والمميزه والحره، والتدخين عندهن حق طبيعي لڪل فتاه، وتجد الكثير من الفتيات أن التدخين هو السبيل الوحيد للتنفيس عن همومهن، فعند الشعور بالضيق أو التوتر الحل هو السيجارة غير ان السيجاره ذو وصفه سحريه تعمل على تهدئة الأعصاب وتخفف من التوتر والضغط حتى غدت السيجارة أهم شي يجب القيام به وخاصة السيجارة الصباحية ذات النكهه الخاصه، دون ان يكون اي اهتمام من الفتاة بصحتها وتتهاون في مسالة تهدد بحياتها، من خلال عدم الانتباه لتأثيرات التدخين السلبية على أجهزة الجسم .
وغالباً ما يبدأ تدخين الفتاة في نطاق الجامعة اوالعمل، وذلك بسبب تعدد النماذج السلوكية وهذا يتيح لها فرصة لمحاولة خلق صداقات وتعزيز أواصرها، فمسألة تقليد المدخنات تصبح واردة لكل من تبحث عما يعزز استقلاليتها بعيدا عن رقابة الأهل، وهذا يترجم رغبتها في التمرد .
في السابق كنت اسمع عن الفتيات المدخنات اللآتي يختبئن فى الأماكن المغلقه لإخفاء هذه الفعلة، ولكن للأسف الشديد أصبح أمراً اعتيادياً أن نرى الفتاة تطلب الشيشة وأن تخرج السجائر من حقيبتها بل وتطلب من النادل أن يعطيها \"الولاعة\" لتشعل سجارتها، او تجد فتاه وهي تقود السيارة تنظر إلى الطريق وقد تدلت سيجارة بين شفتيها او بين اصابعها. هذا السلوك يقتلوا رقتهم فى عيوننا نحن الرجال ، ولا يميز المرأه فى شئ عن الرجل أكثر من رقتها وهى تقتلها بحملها السيجاره أو الشيشه .
ان الجهات الصحية لم تقصر في التنبيه إلى مخاطر هذا التدخين، والمدخن يعلمها كلها، فهي تصيب بالسرطانات المختلفة وأولها الرئة، كما أنها تدمر الأوعية الدموية وتصيبها بتصلب الشرايين وتتطور إلى أمراض القلب المختلفة ، ويتسبب التدخين في تدمير الرئة بالأمراض المزمنة،وقد أدت كثرة انتشار التدخين بين النساء إلى معرفة الأضرار التي يسببها لهن، فالسيجارة تؤثر على البشرة وتؤدي إلى جفافها وتجعدها مما يوحي بشيخوخة مبكرة، كذلك يؤدي الدخان إلى تقصف الشعر وتجعده، وإلى نتانة النفس، يعد سبباً مؤثراً على الجهاز التناسلي عند النساء، فالمرأة تتعرض للطمث مرة كل شهر، والمرأة تحمل، والمرأة تلد والمرأة ترضع، وهي التي ترعى بيتها وترعى أولادها، وهي قدوة يقلدها الأولاد ويمشون برأيها، ويالها من قدوة حرجة، إن صلحت صلحوا وإن انحرفت انحرفوا.
خـلـيـل فـائـق الـقـروم
Kfg_81@yahoo.com