يحضرهم القلاب وهو يمن عليهم لأنه سمح لهم بالخروج على شاشة التلفزيون الحكومي ، ويوقفهم أمام الكاميرا وخلفهم شاشة الكروما ربما خضراء أو زرقاء ، ويقول أمامكم فقط دقيقة واحده وعليكم أن تقولوا ما تريدون وسوف نقطع التصوير عند الثانية الستون وذلك حرصا على موضوعية الاعلان وتحقيق المساواة بين الجميع ، هم رجال ونساء لم يقفوا أمام الكاميرا من قبل فتجد أحدهم يمسك بورقة بيضاء كتب عليها وبشكل مختصر كل الكلمات التي كان يحلم بقولها في الليلة السابقة للتصوير وبعد ساعات من الوقوف أمام المرأة في المنزل وبحضور الزوجة أو الزوج والأولاد وأخذ أرائهم وملاحظاتهم حول طريقة الأداء ومخارج الحروف واللفظ السليم للكلمات ، وتنتهي البروفات المنزلية في ساعات متأخرة من الليل ويحسب الوقت المتبقي لبدء التصوير ، والأكيد انه ( أي القلاب ) لم يسمح لهم بإعادة التصوير لأن الميزانية التي وضعت لا تسمح باستهلاك كاميرات التصوير والكادر الفني وفاتورة الكهرباء ، وعند الضرورة لن يكون هناك داعي من تشغيل التكييف وإذا كان بالإمكان أن يكون التصوير بأقصى زاوية من الأستوديو فذلك أفضل ، إلى هنا أنتهى شرح ووصف الصورة العامة لما يحدث أو يمكن انه يحدث ، وسؤالنا للقلاب ما هو ذنب هؤلاء أذا كانوا يفتقدون للخبرة في الوقوف أمام الكاميرا وإذا كانوا لا يملكون تكلفة وجود مدرب للإلقاء وخبير اتصال جماهيري وطاقم من المساعدين على تحسين الأداء ، أليس كان من الأفضل وحفظا لكرامتهم وتحسين لصورتهم أن يقوم التلفزيون بإكمال معروفة وإعطائهم الوقت المناسب من الاستعداد وعمل بروفات ولو على حسابهم من خلال تقاضي رسوم رمزية بسيطة منهم ، وليس على قاعدة أن الذي ببلاش كثر منه حتى وإن كان على حساب الجودة ، والقلاب كما قيل لنا هو رجل إعلام وصاحب خبرة ، وهو يعلم أن هناك مشاهدين من خارج إطار أُسر هؤلاء المواطنين يشاهدون هذه القطات الدعائية ونحن ألان في عالم من البث الفضائي الذي يكون في متناول الجميع وهنا الجميع ليس داخل الوطن فقط ، لماذا وضع هؤلاء الرجال والنساء في مثل هذا الموقف المحرج ، ولماذا رضي القلاب على نفسه وعلى كادره الفني أن يخرج وعلى الهواء مثل هذه الصورة المشوهة من الدعاية الانتخابية ، وختاما أدعوا كل من شارك بهذه الدعائية الانتخابية بأن يطالبوا برد الاعتبار لأنفسهم من إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وأن يتم محاسبة هذه الإدارة على سوء التقديم والعرض الذي تم به التعامل مع هؤلاء الرجال والنساء رحمة بهم وبسمعة انتخاباتنا البرلمانية وسمعة تلفزيوننا الوطن ؟