بقلم محمد ربابعه
عندما أفاق المواطنون على خبر رحيل مجلس النواب السابق انتابهم شعور بالسعادة والسرور وعبر المواطن عن فرحته الكبيرة بسماعه هذا الخبر ,والسبب أن هذا المجلس لم يكن يمثل ما يريده المواطن في الحد الأدنى من طموحه, لا بل كان يشكل عبئا عليه وكان يمثل الصورة السيئة لمجلس من المفروض أن يعبر عن أراء ومصالح الشعب وليست مجالس النواب التي سبقته أفضل حالا منه وخاصة في مجالس النواب الثلاثة الأخيرة التي كان كانت في حاله انفصال تام عن حياه المواطنين .
ولكن والحق يقال أن المواطن خاب أمله أيضا عندما كان يعتقد بان السلطة التنفيذية ممثله بالحكومة ستقوم بعمل السلطة التشريعية والذي يشكل مجلس النواب جزء هام فيه, ولكن ما حصل هو أن بعض الوزراء وقفوا في حاله عداء واضح مع الشعب , وفي أكثر من وزاره,لدرجه أننا كنا نتمنى لو لم يحل مجلس النواب ’حتى لو كان هذا المجلس بالصورة القاتمة التي كان يوصف فيها . فلم يحدث في تاريخ هذا البلد أن يصدر أكثر من وزير قرارات تعسفية تستهدف مصالح وحياه المواطنين وهذا الاستهداف جاء على أنواع ومن هؤلاء الوزراء منهم من اصدر قرارات بتسريح المئات من الموظفين والذين يعيلون العشرات من الأسر والعائلات المستورة والتي لا حول لها ولا قوه ودون سابق إنذار , ومنهم من تهجم بألفاظ جارحه نالت من كرامه شريحة مهمة وفعاله في مجتمعنا ,ومنهم من ادخل برامج وأفلام للتأثير على عقول وأفكار أبنائنا بطريقه غير مقبولة ولا مبرره ,وليس لها علاقة بالتعليم لا من قريب ولا من بعيد ,ومنهم من تدخل في هيبة القضاء واصدر قوانين مؤقتة بطريقه أغضبت السلطة القضائية , ومنهم من الغي مهرجان يمثل حضارة وتراث الأردن بمهرجان لا يرتبط بالأردن إلا بالاسم فقط .
وعلى الرغم من ضيق الشعب بهؤلاء الوزراء وبقراراتهم وتدخلاتهم التي نالت من المواطن بأشكال مختلفة , كنا نتمنى لو كان هناك مجلس نواب وبأقل المواصفات المطلوبة , حتى يقوم بواجب من واجباته وهو طرح الثقة في هؤلاء الوزراء وإقالتهم ,ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتخلى هذا المجلس عندما يشاهد ازدياد الشكاوي وكثره التذمر من المواطنين من وزير ما دون أن يفزع لهم ويساندهم وهذا ما نريده هو أن يكون هناك مجلس نواب لطرح الثقة بأي وزير لا يستقيم مع مطالب ومصالح المواطنين ,وان لا يكون هذا الوزير حجر عثرة في طريق حل مشاكلهم .
ولكن حتى يكون لنا مجلسا يمثل طموحاتنا ويقوم بنقل مشاكلنا للمعنيين ليقوموا بحلها ,علينا جميعا واجب مهم وهو انتخاب نواب (يقولون ويفعلون )ولا يتحقق ذلك إلا إذا وصلنا إلى قناعه بان النائب الحزبي لن يخدمنا ولن يقوم بواجبه على الإطلاق لان إرادته مرتبطة بالحزب, ولا يستطيع أن يعبر عن رأيه إلا بالرجوع للحزب ,وقد جربنا هذا في المجالس النواب السابقة , وعرفنا استطلاعات الرأي بان أكثر من 90% من المواطنين مع حل مجلس النواب السابق وما سبقه من مجالس ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) صدق رسول الله . ومن ناحية أخرى علينا أن نكون حذرين ممن يرفعون شعارات مكتوب عليها كلام معسول وعبارات براقة لا يمكن أن تقنع أحدا بان صاحبها سيفعل ما يقول لسبب بسيط وهو أن تحقيق هذه الوعود فوق قدره وإمكانيات النواب والحكومة معا .