زاد الاردن الاخباري -
عمان - طارق الحميدي - بعد أن كثرت الانتقادات التي طاولت مجلس النواب السابق حين أشير الى أنه مجلس خدمي بامتياز, حاول مرشحو المجلس النيابي السادس عشر تلافي تلك الأخطاء والابتعاد عن الشعارات الخدمية لتكون الشعارات السياسية وتحسين الأوضاع الاقتصادية هي محورها الجديد.
وكانت الانتقادات توجهت وبقوة للمجلس السابق بأنه تحول إلى مجلس خدمي بحت وتخلى عن دوره الرقابي والتشريعي والسياسي والاقتصادي وهو ما رأى فيه كثيرون أنه من أهم أسباب حل المجلس السابق.
ولاحظ مواطنون في مختلف الدوائر الانتخابية في المملكة أن معظم الشعارات المطروحة تعد بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين بالإضافة لتحسين الأوضاع السياسية وتعديل القوانين وتعزيز الحريات.
واعتبر مراقبون للمشهد الانتخابي أن مثل هذه الوعود تمثل تحسنا ملحوظا في آلية عمل النائب والبرنامج الذي يطرحه أملا في الحصول على أصوات الناخبين للبدء في ترجمته على أرض الواقع.
ومع الغياب الكامل للوعود الخدمية تصبح فرص الجميع متساوية للحصول على ثقة الناخبين حيث باستطاعة أي مرشح طرح الشعارات السياسية دون أن يكون هناك برهان على قدرته على تنفيذها قبل دخوله البرلمان.
فيما كانت الفروق تتفاوت في الدورات السابقة بين المرشحين فيما يتعلق بالوعود الخدمية والتي عادة ما كانت تنفذ قبل يوم الانتخابات من خلال التعيينات والتوظيف وحل المشاكل الفردية.
وزادت الوعود السياسية من حدة التنافس بين المرشحين الذي جعل من المرشحين يقفون في صف واحد أمام الناخبين الذين يختارون بين هذه الشعارات الأقوى ومن المفاضلة بين الأشخاص ومحاولة اختيار الشخص الأقدر على تنفيذها على أرض الواقع في المجلس القادم.
يقول حامد مصطفى أحد الناخبين في الدائرة الخامسة والذي يسكن في مدينة أبو نصير لاحظت ابتعاد الجميع عن الوعود الخدمية مثل الوعود بالتعيينات وتعبيد الشوارع والقضايا الخاصة.
وأشار لقد اتجه الجميع إلى الشعارات الأكبر حجما والوعود بتعديل القوانين وهو ما كنا ننشده منذ زمن طويل حيث أصبح لدينا مرشحون أكثر وعيا من الناحية السياسية وهو المطلوب.
وقال رسمي عزام (32 عاما) من سكان صويلح « لقد ابتعد الجميع عن الوعود الخدمية ليس في كل الدوائر الانتخابية لمعرفتهم أن المواطن الآن بحاجة إلى نائب التشريع السياسي والاقتصادي والنائب الرقابي.
واضاف الشاب الذي يعمل موظفا في القطاع العام «لا نريد مرشح خدمات يقوم بالتعيين والتوظيف والتنسيب ويسعى لترفيع مجموعة صغيرة من محاسيبة وترقيتهم في أعمالهم بينما يتناسى واجب الوطن عليه».
ومع كل هذه الشعارات الرنانه ظهرت تلك الشعارات التي تنادي بضرورة إلغاء بعض القوانين المؤقته أو تعديل بعضها أو المطالبة بقوانين جديدة وهو ما ظهر جليا في كثير من البرامج الانتخابية.
الناخب قيس طعامنه قال»بصراحة لم أكن لأهتم بان أقرأ برنامجا انتخابيا لأي مرشح خلال الانتخابات الماضية فكلهم سواسية كلها كانت صفقات انتخابية مبنية على وعود مسبقة».
واشار الى أن الوضع الآن اختلف وأنه بات يقرأ برامج انتخابية قوية في الطرح وطموحة في الأهداف معترفا بان بعضها قد تشابه صعوبة في التنفيذ إلا أنه اعترف أنها الخطوة الأولى في سبيل الحريات.
وشكلت هذه الشعارات الرنانه للمرشحين منافسة من نوع خاص حتى أنهم باتوا يتنافسون على القضايا التي لم تطرح بعد ويبحثون فيما عما هو مستور ومخفي من أجل محاولة كسب التأييد والتحشيد للمعركة الانتخابية.
ربيع الطحان أكد أنه لا يمانع من أنتخاب أي شخص يرى في برنامجه الانتخابي ما يجعل الناخب يصوت له دون أن يعرفه بشكل شخصي.
وقال «إن هذا ليس صعبا فأنا قررت التصويت لناخب لم اعرفه ولم أره في حياتي إلا أن شعاره الانتخابي أعجبني وقررت التصويت له بعد أن رأيته يعمل على برنامج يعالج الكثير من القضايا التي أراها مهمة».