أم الفحم لم تكن تحلم ...... بل تعلم أنها عربية وحيفا عربية والقدس عربية.
وباختصار رسالة لا بد أن تصل.... فلسطين من النهر للبحر عربية .
لا تعنينا كل المعاهدات ولا مؤتمرات القرف النازف من شفاه اللطامات ... فهناك قاعدة واحدة لا تقبل المناورات... فلسطين عربية .
حين قامت أم الفحم بالانتفاضة لم تكن تمارس طقوسا وثنية لها ميقاتها بل كانت تمارس حياتها الطبيعية ، فهدوء حيفا الآن ليس أكثر من صمت ما قبل العاصفة وان اختفت كل معالم الثورة وفرسانها من الساحات فثمة هناك براكين تحت قمم الجبال لا يعلم إلا الله متى ثورانها ومتى جنونها .
فمن يصدق إن اثنين وستين عاما قادرة على سحق عمر الكون ؟ فنحن منذ الخليقة نتربع كالصخور على تلال المجدل وجبال نابلس وصحراء النقب ولم تسحقنا غزوات الفرس والروم ولم ترهبنا حملات نابليون ولا شارون .
ومهما تعاظمت المصائب على الوطن العربي فثمة وعدا من الله قد أعطى وثمة فرضا على عباده قد استحق... فلسطين عربية .
ورغم إحباطات المرحلة وتراكم أسباب اليأس ، ورغم مصايد الرجال والمبادئ.... هناك انتفاضة ستتلو انتفاضة وشهيدا يودع شهيد وأسيرا يواسي أسير وشعب ما زال ينجب الأبطال وان قصر الزمن أو طال ... فلسطين عربية .
أم الفحم لم تكن تحلم ولم تكن تتمنى بل وضعت النقاط على الحروف حين رفعت علم فلسطين على مبانيها وان غابت الآن المعاني فغدا ليس ببعيد حين يظهر الأمل في طفل تونسي... سعودي... أردني ... فلسطيني... طفل عربي قد اقسم اليمين في رفع علم فلسطين في مكانه الأبدي على جبل الكرمل في حيفا .
جرير خلف