بقلم : م. سائد العظم
وأخيرا إكتشفت الحكومة أن الشباب الأردني ذكورا وإناثا هم عماد الوطن ومستقبل الأمة وأمل التغيير بعدما نسيتهم وتجاهلتهم كثيرا ، فجيرت ماكينتها الإعلامية نحوهم من أجل تحفيزهم على المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة ولم تترك منبرا ولا تجمعا شبابيا إلا وحاولت إختراقه فبدأت بالتباكي عليه وعلى احواله ، ونفخت رؤوسهم بأنهم فرسان التغيير وركزت جهدها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا من أجل التصويت في هذه الإنتخابات ولم يبقى لها سوى أن تقيم حملة إعلامية عاشرة بعد المائة تسميها حملة "بعرظكو شاركوا ولا تقاطعوا"!!
وقد نسيت الحكومة أن الشاب الأردني هو إنسان مثقف يمتلك عقلا ذكيا يميز الغث من السمين والمخلص من ( المصلحجي ) والمحب من المنافق ، فهو إنسان يمتلك ذاكرة قوية لن تنفع حملات غسيل الدماغ من التأثير عليها وهو يرفض ان يكون من جماعة معهم معهم ... !!
فالشاب الأردني لن ينسى كيف فرز قانون الصوت الواحد المجزوء مجلسه السابق وما رافقه من إنجازات عظيمة !ولن ينسى أن الإنتخابات الحالية ستجري بنفس القانون ، والشاب الأردني لن ينسى كذلك المحاولات الحثيثة لإفراغ الجامعات من الشباب القادر على التأثير والبناء عبر فرز مجالس طلابية ضعيفة بطريقة الصوت الواحد أو التعيين مما كرس الفئوية والجهوية وارتفاع معدلات أحداث الشغب !! ولن ينس الشباب الأردني كذلك حرمانهم من العمل الحزبي داخل الجامعات مخالفين بذلك رغبة الملك الذي دعا الشباب للإنخراط بالعمل الحزبي بل ويمارس ضده أبشع أنواع التضييق وكبت الحريات !!
والشباب الأردني لن ينسوا كيف أنشئت الحكومة هيئات وبرلمانات غير دستورية للإلتفات على التمثيل الحقيقي للشباب وكلنا يعلم كيف يتم اختيار هؤلاء الشباب !! فالهيئات الشرعية الحقيقية الممثلة للشباب حسب كل الأعراف والمواثيق الدولية هي الإتحادات الطلابية التي تفرز عبر قوانين إنتخابية عصرية وديمقراطية مجلسا ممثلا حقيقيا وفاعلا للشارع الطلابي ، فالشاب الأردني ليس بهتيف ولا بسحيج ولا معنقرا لعقاله بمناسبة أوغير مناسبة وحسبما تريد الحكومة وهو يرفض أن يحجر على عقله من أي كان ولأي سبب !!
وإذا كان بعض الشباب في الجامعات قد حصلوا على مقعد جامعي سواء بمكرمة ملكية أو غيرها من طرق القبول فهذا لا يعني أن يضغط عليهم نفسيا من أجل المشاركة أو عدمها كما سمعنا من بعض الطلبة !! فالمقعد الجامعي هبة كريمة من قائد البلاد تقديرا للأب أو الأم الذين أفنوا حياتهم وشبابهم في الجيش والأجهزة الأمنية أو غيرها ولا ينبغي لأحد أن يستغل ظروفهم وحاجاتهم !!
والشاب الأردني الواعي ليس فقط هو الطالب الجامعي الذي أثقل بارتفاع الرسوم وإنما كذلك هو الحرفي الذي لم يكمل تعليمه الأكاديمي وتتلقفه الحياة يمنة ويسرة حيث لا يقدر معظمهم على تأمين قوت عيالهم لانخفاض الأجور وتفاقم البطالة !!
والشاب الأردني هو المعلم في مدرسته والمهندس في موقعه والموظف في مكتبه وغير ذلك من المواقع ، وإذا لم تساعده الحكومة على استقرار حياته وتوفير سبل العيش الكريم له ولأسرته واحترام كينونته وإرادته ورأيه فلن يكون أداة للتغيير سواء عبر المشاركة بالتصويت أو غير ذلك !!
وأخيرا أدعو حكومتنا الشابة المتشبشبة بعد إجرائها الإنتخابات - بغض النظر عن نسبة مشاركة الشباب - أن يبقى حرصها وبكائها على الشباب ومشاكلهم كما كان قبل إجرائها !! وكذلك أدعوا شباب بلدي الحبيب أن تكون ذاكرتهم قوية في انتخابات 2014 إذا ما بقي نفس القانون ونفس الأوضاع والمشاكل التي يعانوا منها حتى لا يكونوا كش كش ... تع تع ... !!!