أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بري: نطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان الأمن العام ينشر جدول الترخيص المتنقل في البادية رئيس الوزراء يزور عددا من المواقع في مدينة السلط "الأونروا" تحذر من وصول الجوع إلى مستويات حرجة في غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة الى 190 العبداللات: الحكومة تعمم لتنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان إيعاز مهم من وزارة التربية للمدارس البنك الدولي يخصص 7.5 مليون دولار لتعزيز إدارة الإصلاح في الأردن ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ميقاتي يبحث خطط انتشار الجيش اللبناني في الجنوب الملك والسيسي يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة انخفاض أسعار الذهب عالميا بعد وقف النار بلبنان لوقف النار .. تعرف على بنود الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان الأردن يشتري 120 ألف طن من القمح في مناقصة دولية تجارة عمّان: تراجع مبيعات قطاع الألبسة منتخب الشابات يلتقي نظيره اللبناني ببطولة غرب آسيا غدا انطلاق أعمال المجلس الوزاري العربي للمياه في البحر الميت اليوم حماس "جاهزة" لاتفاق في غزة بعد وقف إطلاق النار في لبنان "البريد الأردني" تطرح الطابع العربي الموحد "مع غزة" التذكاري غدا روسيا: التصعيد في الشرق الأوسط سببه نهج إسرائيل العدواني
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة إنّ موعدها الصُبح

إنّ موعدها الصُبح

28-10-2010 10:05 PM

نشوء وبروز الدول وتوسعها لها دلالات ، وانقباضها وزوالها لها دلالات ، وإسرائيل المعتدية الباغية لا تشذ عن هذه القاعدة ، فعندما قامت دولة إسرائيل فوق الأراضي الفلسطينية تحت حجة منطق القوة الذي لا يستند على أي أسس قانونية أو شرعية ، تهيأت لقيامها الأسباب الموضوعية ، والتي منها ضياع وتشتت واضمحلال الفكر السياسي والشخصية الوطنية العربية عامة الفلسطينية بشكل خاص في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، والقوة والنفوذ الكبير للزاحف اليهودي نحو فلسطين وللمستعمر البريطاني على الأرض ، قابلها التقوقع الفلسطيني وعدمية أو غياب نفوذ القيادات والقوى الوطنية سواء العشائرية منها أو الحزبية ، والجهل الثقافي والعدم التعليمي والضعف الاقتصادي الفلسطيني ، مقابل القوة الاقتصادية والتميز الثقافي والتعليمي والسياسي اليهودي والصهيوني .


كما وخدم إسرائيل بقيامها وتمددها الاستيطاني وتوسعها الاستعماري حبل الناس المتين الذي أمدها بأسباب القوة ، بدءً من الاستعمار والوجود البريطاني الذي بذل كل ما في وسعه لتمكين اليهود من التسلل إلى فلسطين ومن ثم قيام دولة إسرائيل ، حتى حرب السويس 1956م بداية الاحتضان الفرنسي للمشروع الصهيوني ، الذي كان سببا مهما لتمكين إسرائيل من الانتصار الكبير على العرب في حرب 1967م ، وسببا رئيسيا بسقوط القدس وكل فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني .


وبقي حبل الناس يشتد ويقوى خدمة لإسرائيل وأجندتها الاستعمارية التصفوية ضد القضية الفلسطينية ، وذلك بدخول أمريكيا عسكريا واقتصاديا على خطه ، وإن كان التدخل والدعم الأمريكي لإسرائيل موجودا بأوجه كثيرة مع بدايات الأطماع اليهودية والصهيونية بفلسطين ، وازداد وتوضح مع بداية النفوذ الأمريكي في المنطقة مع أوائل سبعينات القرن الماضي ، والذي كان سببا مهما بتبديل النصر العربي في حرب رمضان المجيدة خريف العام 1973م الذي كان من الممكن تحقيقه ، إلى شبه هزيمة محققة ومؤكدة بفعل الأسلحة والتداخلات والتهديدات الأمريكية .


وقد رافق حبل الناس القوي لدعم دولة إسرائيل ماكنة إعلامية صهيونية عملاقة بدلت الحقائق ، ونجحت إلى حد كبير بتغيير الكثير من المفاهيم العالمية حول القضية الفلسطينية لصالح الغزو الثقافي والاستيطاني اليهودي ، كما ورافقها ماكنة إعلامية عميلة حاولت دائما التقليل من شأن الانطلاقة والانتفاضة والقيادة الفلسطينية ، حتى وصل ببعضها القومجي والمتأسلم لمحاولة تفشيل المسيرة الفلسطينية ، بمحاولة الإصرار على الفصل بين القيادة الفلسطينية وشعبها ومحاولة ضرب شرعيتها .


كما ورافقه بعض النشوء الفلسطيني الزائف المرتبط بالتربية الوطنية المنحرفة التي نشأ عنها ثقافة وطريق العيب التي ضلت الطريق وأضلت ، وكادت أن توصل بالقضية إلى حافة الردى بعد أن جعلت الهبات والعطايا أغلى أمانيها ، والأخذ لا العطاء مقاصدها ، وطريق القدس على غير سكتها ، وشتم القيادة والشعب والقضية مسلكها وطريقا .


إلا أن ما حققه الشعب الفلسطيني وقيادته الفلسطينية الشرعية خلال مسيرة النضال الفلسطيني لصالح قضيتها وشعبها رغم كل الجراح وشلال الدماء ، أكبر ما حققته إسرائيل طوال فترة ظلمها ووجودها لصالح بقاء دولتها وأمن مستوطنيها رغم كل أسباب المنعة والقوة وشلال البشر والمال ، فقد تمكنت القيادة الفلسطينية وخاصة على عهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) الذي عاني من إسرائيل وعملائها أكثر مما عانى منه سلفه الشهيد عرفات ، والذي عاني من المعاول الفلسطينية الهدامة أكثر مما عاني منه أي زعيم آخر من بعض المعارضات المارقة المأجورة التي باعت نفسها لهوى الشيطان ، إلا أنه ورغم كل ذلك نجح إلى حد كبير ومشهود بتفكيك حبل الناس من حول إسرائيل ، مما أربك إسرائيل ومخططاتها ، وبإفشال الإعلام الصهيوني والعميل للنيل من الإرادة والحقوق الفلسطينية مما أفقدها رشدها وأخرجها عن صوابها ، فبدأت حملتها اللاأخلاقية تستعر وتتكاتف بترويج الزائف وبفبركة الكاذب ضده وضد أسلوب وبرنامج قيادته .


وكنتيجة مباشرة للصمود الفلسطيني وللجهد الجبار وللحراك السياسي الكبير الذي قام به الرئيس الفلسطيني أبو مازن ، طرأ تغير دراماتيكي كبير بمواقف أمريكا تجاه القضية الفلسطينية ، فبعد أن كانت أكثر الولايات الأمريكية وسكانها لا تعرف إلا إسرائيل أصبحت تعرف وتعشق وتدافع عن فلسطين ، وبمواقف الرباعية التي كان أكثر أطرافها سببا في إقامة دولة إسرائيل ، أخذت تتجهز الآن للاعتراف بدولة فلسطين ، وبمواقف أكثر دول العالم التي كانت في صف إسرائيل في كل الظروف والأحوال ، فباتت في صف شعب وآمال وطموحات وحقوق شعب فلسطين ، والأهم بمواقف الأمم المتحدة التي بدأت تأخذ موقعها المهم لدعم القضية الفلسطينية ولجعلها تشغل مقعدها في الأمم المتحدة ، كما و بدأت الأصوات العالمية مجتمعة وفرادى تتنادى للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وتدعوا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وحتى في داخل المجمع اليهودي الصهيوني ذاته ، برز التجمع اليهودي جاي ستريت المنادي بضرورة الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ، كند قوي للإيباك المنادي بوئد فلسطين وشعبها وقضيتها .


فالمعادلة الصعبة والصحيحة هي كلما كسبت فلسطين صديقا خسرته إسرائيل ، وهو الهدف الذي تعمل على تحقيقه القيادة الفلسطينية ، والتي نجحت بنقل القضية الفلسطينية من قضية شعب إرهابي يشكل خطرا على الأمن والسلم العالمي كما صورته إسرائيل ، إلى قضية شعب حر يؤمن بالسلم والأمن العالميين له كل الحقوق بوطنه وبدولته كما أثبتته قيادته ، ومن قضية لاجئين لهم حاجاتهم الإنسانية إلى مقاتلين من أجل الحرية ، من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، والتي ستقوم وإن مانعت الصهيونية وإسرائيل قيامها التي لا شك إلى زوال إن استمرت في غيها وضلالها وممانعتها للحق الفلسطيني ، أما دولة فلسطين فالعد التنازلي لقيامها بدأ منذ عرف العالم خطر إسرائيل عليه وعلى استقراره ، وشعب فلسطين وقيادته يقتربون أكثر فأكثر من لحظة الانتصار التاريخي الذي سيشهد رفع علم فلسطين فوق القدس ومآذن القدس وأسوار القدس ، حقا أنّ موعدها الصبح وصبح فلسطين سيشرق بعد قليل .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع