أيام قليلة ويتبدد غبار المعركة وننتخب من نريد ونفرز من نريد بشتى أفكارنا وتطلعاتنا إيمانا منا بان مسؤولية صناعة مجلس نواب قوي مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل شخص فينا لاختيار الأفضل من اجل الوطن فمهما قدمنا لهذا الوطن لن نوفيه حقه.
سأختار من أجلك يا وطني.. فكم حملت بين أفكاري المبعثرة وبقيت أتنقل به من هنا وهناك إلى أن وصلت به إلى قمة القرار ألا وهو اختياري للأفضل لتمثيلي في المجلس كأي مواطن آخر عمل فعلا وليس قولا فقط فلطالما أخرجت من يستطيع تحمل المسؤولية ويواجه التحديات وان يقف صلبا أمام تداعيات العصر وتبعاتها المحيطة والتي تشكل خطرا على وطني ، وهنا أحس بالراحة وأنام مرتاح الضمير لأنني رددت شيئا من الفضل لوطني الذي أحب.
اختياري سيكون مفاجأة هذه المرة لأنني سأنتخب وفق الكفاءة وليس لإرادة احد غيري أو لإرادة عشيرتي ليس انتقاصا من قيمة عشيرتي أو بلدتي وإنما من اجل إفراز الأفضل وإيصاله إلى قبة البرلمان ، فإذا تاه بصري: فلا أظن أن بصيرتي ستخونني في اختيار من لا يستحق أن يدخل أبواب مجلس الأمة ، نعم علينا أن نختار الأصلح والأحسن والأقدر على خدمة الوطن والمواطنين ، علينا أن نتحرك بملء إرادتنا لكي نمارس حقنا الدستوري في المشاركة وان نبتعد عن دعوات المقاطعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع فمن يريد الإصلاح عليه خوض المنافسة وليس اتباع أساليب لف الذراع.
علينا أن ننظر إلى الوطن الذي يحبنا وما بخل علينا بشيء بالمنظار نفسه لإيصال نائب الوطن ، فلا نبحث عن أصحاب الأجندة الخاصة ولا الأجندة المشبوهة ولا سيما أن الكثير من أبناء سني (الشباب) فقد الثقة بمجلس النواب خلافا لما يجب أن يتجذر لديه من ثقافة وطنية بأهمية انتخاب الأفضل واختيار الأقدر حتى تصان الحقوق ويحظى الوطن برجال قادرين بالفعل على مواجهة التحديات ، فلا نلتفت للشعارات الباهتة الخادعة التي لم تتغير عند بعض المرشحين منذ سنوات ، ولا نغتر بصاحب مال علينا أن نسجل أمام العالم أننا شعب متحضر يعرف ما له وما عليه ويختار وفق قناعات يحملها في ذهنه ، فلا نلجأ الى العنف ، ولا نمارس التخلف ولبس عباءة الغير ولا نقف من المرشحين مواقف نتحسّر عليها ، علينا أن نكون أذكياء يوم الانتخاب حتى يمر بسلام واحترام ونختار فيه من يستحق.
مجلس النواب الركن الدستوري من أركان الدولة جزء لا يتجزأ من مؤسسات الوطن وعلينا أن نعظم دوره بالمشاركة الفاعلة ، والمشاركة ضرورة وطنية وضريبة حقيقية ، ومسؤوليتنا كناخبين مسؤولية جسيمة ويجب أن تكون محسوبة بدقة كي لا نعود نضرب رؤوسنا بالرمال والودع ، نحن من نختار فلنحسن الاختيار ، ونحن من يقرر ويعرف الجاد والوطني الغيور الأمين على حمل المسؤولية من غيره ، ونحن من يعرف هذه الأسماء التي تمتد على خريطة الوطن ، فلندقق في صورهم وسيرهم الذاتية وبياناتهم الانتخابية كي نصل إلى توافق يعيد للبرلمان ألقه وحضوره البهي ، ولذلك على الجميع ممارسة حقهم في الانتخاب والاقتراع لإيصال الأفضل للوطن والمواطنين.
Islam.alayasrah@yahoo.com