أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نائب لبناني يعلن استعداده لتولي رئاسة الحكومة الأوقاف توقع اتفاقية ترتيبات موسم الحج لهذا العام مستودع في السلط يتعرض لحريق ولا يوجد اصابات مقتل 4 جنود إسرائيليين جراء تفجير لغم في شمال قطاع غزة عجلون: لقاء يبحث تعزيز المشاركة الشبابية في التطوير التربوي الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء أوكرانيا تعلن أسر جنديين كوريين شماليين وروسيا تتقدم بدونيتسك محللان: ترامب يضغط بجدية على نتنياهو لإجباره على صفقة في غزة مصادر أميركية تكشف ملامح الصفقة المحتملة بين حماس وإسرائيل 23 شهيدا والاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بجباليا الجيش اللبناني ينتشر ببلدات بالجنوب وخروقات إسرائيلية جديدة تقدم ملموس في مفاوضات الصفقة بين إسرائيل وحماس الأورومتوسطي: ما يقترفه جيش الاحتلال ضد المساجين الفلسطينيين جرائم حرب بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم لازاريني: الأونروا الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم الشروط والتعليمات الجديدة للاجازة بدون راتب في الأردن العيسوي يعزي الحياصات والعناسوة وحداد الحاج توفيق: وفد اقتصادي أردني سيزور سورية قبل نهاية الأسبوع الحكومة تستحدث 7732 وظيفة وزير الزراعة : الأردن مستعد لتزويد سورية بالمحاصيل التي يحتاجونها
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة (مرشحو العصبية) .. مليشيا سياسية تسعى للبرلمان!!

(مرشحو العصبية) .. مليشيا سياسية تسعى للبرلمان!!

29-10-2010 11:30 PM

زاد الاردن الاخباري -

في ظل نشاط الحملات الانتخابية المتزايد برزت شعارات وبرامج تعود لمرشحين في بعض دوائر العاصمة تتسم الى حد ما بـ  العصبية وتدعو بشكل واضح الى الإقليمية اعتبرتها أوساط سياسية وإعلامية مسيئة للوحدة الوطنية, بيد أن الحكومة سارعت في وقت لاحق الى إزالتها  بعد ورود شكاوى عديدة من قبل مواطنين.

ويرى مراقبون أن المسار الجديد في حملات بعض المرشحين حولهم إلى ما يشبه ب¯ مليشيا سياسية تتطلع بعد وصولها إلى قبة البرلمان الى تحريك الساحة السياسية برمتها, وتوجهها بسرعة فائقة عن طريق سلسلة من التجمعات والانشقاقات الخاطفة التي أصبحت من السهولة بمكان بعد الغياب الملحوظ لهيئات الرعاية السياسية في البلاد.

وقد ثارت بشأن تلك البرامج موجة انتقادات إعلامية وسياسية ذهبت بالبعض إلى إدانتها بشكل صريح على اعتبار أنها تشجع على نشر الفرقة والإقليمية في المجتمع  اضافة إلى أنها تخلق شكلا جديدا من النزاع السياسي الذي قد يمتد إلى قبة البرلمان بسبب الذهنية الجديدة عند بعض المرشحين.

عند قراءة شعارات عدد من مرشحين في دوائر انتخابية مختلفة نجد انه تحمل في طياتها  معاني العصبية والإقليمية نفسها وهذا يشير إلى مستوى التوافق والأجندات التي ينطلق منه هؤلاء المرشحين بغض النظر عن قيم الوحدة الوطنية, غير أن هناك مرشحين يرفعون شعارات تتغنى بحب الوطن بينما تجدهم يساهمون في إحداث فرز سياسي ومجتمعي كبير بين أفراد المجتمع من خلال ما يدور من حديث داخل مقارهم الانتخابية حتى تصبح الوحدة الوطنية هي الضحية بالدرجة الأولى.

ويقول مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور نواف التل في تصريح ل¯ العرب اليوم أن من أسباب لجوء بعض المرشحين الى استخدام شعارات انتخابية تتضمن عبارات اقليمية من شأنها تعكير صفو الوحدة الوطنية يعود الى قلة الخبرة وغياب الفكر السياسي عند بعضهم الى جانب أن هناك مرشحين ليس لديهم حزب سياسي يميزهم عن غيرهم من المرشحين فتجدهم يلجأون الى طرح مثل هذا الشعارات التي تخاطب فئة معينة تخوفها على مصيرها أو هويتها في سبيل كسب أصواتها.     

ويقول الناطق باسم الانتخابات المستشار السياسي لرئيس الوزراء سميح المعايطة أن الحكومة عالجت هذا الموضوع بشكل جذري من خلال قانون الانتخاب حيث تم منع كل الشعارات والبرامج التي تسيء إلى الوحدة الوطنية أو الأديان المختلفة.

ويؤكد المعايطة في تصريح لـ  العرب اليوم كذلك أن الحكومة أزالت خلال الأيام الماضية شعارات انتخابية تنطوي على بعد إقليمي من شأنها الإساءة الى الوحدة الوطنية وهي تخالف قانون الانتخاب الذي يحرم مثل هذا النوع من الشعارات, مبينا أن الحكومة ترحب بأي شكوى وهي على استعداد كامل بان تضع حدا لأي مخالفة قد يرتكبها أي مرشح.

وتنص المادة 17 من قانون الإنتخاب يتعين على المرشح عند ممارسته الدعاية الانتخابية التزام  احكام الدستور واحترام سيادة القانون,  والمحافظة على الوحدة الوطنية وامن الوطن واستقراره وعدم التمييز بين المواطنين, كما لا يجوز ان تتضمن الخطابات والبيانات والاعلانات ووسائل الدعاية الانتخابية المساس باي مرشح اخر بصورة مباشرة او غير مباشرة او اثارة النعرات الطائفية او القبلية او الاقليمية او الجهوية او العنصرية بين فئات المواطنين.

صحيح أن جزءا من هذه الشعارات يعكس ثقافة بعض الناس غير أن الأخطر هو أن يتبنى مرشحون الأصل فيهم أنهم يمثلون المجتمع بأكمله وليس فئة أو طائفة من دون أخرى مما يساعد على تفشي الإقليمية والعنصرية مما سيكون له الأثر الكبير على النسيج الوطني المتهالك أصلا.

لكن التل يرى أن هذه القضية لها جذور وليست وليدة اللحظة فخلال السنوات الثلاث الماضية برز موضوع العصبية أو الإقليمية بوضوح بين الأردنيين وفي معظم الأماكن باستثناء مجلس النواب, مبينا أن تناول مجلس النواب لهذا الموضوع يعتمد على شرعية أعضائه وقوتهم حيث أثبتت التجارب أن كل المجالس النيابية السابقة لم تتناول الموضوع باستثناء الميثاق الوطني وهذا يعود الى وجود أشخاص مؤهلين للحديث في الشارع السياسي في هذا الموضوع.

في مواسم انتخابية سابقة سارعت الحكومة إلى منع كل أشكال اختراق آداب الحملات الانتخابية سواء من حيث الشعارات أو البرامج المطروحة أو حتى الاعتداء على يافطات وشعارات مرشحين آخرين في  الدائرة نفسها , ومثال على ذلك قامت الحكومة في الانتخابات السابقة بمنع مرشح من رفع يافطة انتخابية كتبت عليها عبارة (انتخبوا مرشح المجلس التشريعي...) مؤكدة أن الاسم المنصوص عليه في قانون الانتخاب هو مجلس النواب وليس التشريعي وهي تدرك في  الوقت نفسها أن مثل هذه الشعارات لا تخدم العملية السياسية والانتخابية في البلاد وسيكون لها تداعيات غير محمودة على الإطلاق.

 ويؤكد الدكتور التل أن هناك مدرستين عند تناول هذا الملف الأولى تقول أن هذا الموضوع يجب بحثه قبل ان تتفاقم الأمور وتأخذ مسارات سلبية قد تكون مؤذية للجميع فيما ترفض المدرسة الثانية التطرق لهذا الموضوع باعتبار ان ذلك يثير حساسيات هذا ليس وقتها.

ويشير الى أنه مع اتساع كل أفق سياسي في المنطقة يساهم في احياء العملية السلمية يبدأ انتعاش حول هذا الموضوع حتى يأخذ شكلا حادا في الحديث فمن بداية أوسلوا وحتى المفاوضات المباشرة الأخيرة مشيرا أن هذه الشعارات ملحوظة في عمان أكثر من باقي المحافظات التي تتسم بالطابع العشائري.

بجولة سريعة على الشعارات والبرامج الانتخابية التي اشتملت عليها الحملات الدعائية لبعض المرشحين لك أن تتخيل حجم الفوضى التي انطوت عليها هذه الحملات, فلا زال الطابع المحلي والمناطقي يسيطر على معظم الشعارات غير أن السياسي فيها ظل محدودا وتقليديا لا يرتقي إلى مستوى التطورات السياسية فضلا انه لا يعكس حقيقة مواقف المرشحين.

ولكسب مزيد من الأصوات تفاوتت الشعارات من حيث القوة والجرأة, ففي هذا الموسم غابت الشعارات التي تؤشر على ضعف الحكومة أو حتى محاربة الإرهاب وظل معظمها لغايات الاستهلاك فيما تحول الآخر إلى إكسسوارات.

وقد غابت شعارات القومية وتحرير فلسطين والعراق في هذه الانتخابات إلى جانب شعارات محاربة الفساد والقضاء على المحسوبية.

كما عادت الشعارات التي لا تحمل مضمونا وتدل على ضعف ثقافة وأداء بعض المرشحين وكأنها جاءت منسوخة عن يافطات مواسم انتخابية سابقة فالبعض يقدم نفسه على انه المخُلّص وآخرون وجدوا في أبيات الشعر ضالتهم لكسب أصوات الناخبين.

وما يحز بالنفس أن من يكتب هذه الشعارات هم أصحاب محلات صنع اليافطات والخطاطين أنفسهم فتجد بعض المرشحين يستعينون بهؤلاء لوضع أفضل الشعارات, لذا نجد أن بعض الشعارات تكتب بأخطاء إملائية أو لغوية.

وهذا بالمناسبة يؤكد أن معظم الشعارات المرفوعة لا تعبر عن مواقف سياسية رفيعة لدى المرشحين باستثناء ما هو إقليمي وعنصري ولا تدل على حقيقة التوجهات التي يمارسونها في المجلس النيابي المقبل وهذا فيه تشويه واضح لصورة العمل البرلماني.

وفي هذه الانتخابات لم ينس بعض المرشحين من أصحاب التوجهات الإسلامية توظيف الدين في حملاتهم الانتخابية, فما بين استعراض لآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والمناداة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية إلى الاستعانة بخبرات أهل الدين والشريعة .. كلها تمثل شكل وأسلوب التواصل مع الناخبين في سبيل تحريك مشاعرهم وعواطفهم, وهذا بطبيعته ينفي عن هؤلاء صدق التوجه فالإصلاح يبقى دائما في حدود الاستطاعة والعمل على أخذ ما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.

وقد تترك شعارات معينة أثرا في أذهان الناس وتعمل على تغيير توجهاتهم لكن هناك شعارات مفضوحة ومكشوفة لا تصمد طويلا في الأذهان مثل شعار لأحد المرشحين يقول فيه إنا لا أسعى لمنصب أو جاه أو مال أنما لمصلحتكم, ويقول آخر جئت من أجلكم.

لكنك في نهاية الأمر تبتئس من مستوى الشعارات والبيانات الخطابية التي يصدع بها المرشحون, فما يجري ينطوي على سوء إدارة وضعف في أساليب الارتقاء إلى هموم الناس وتبني مشاكلهم.

العرب اليوم - وليد شنيكات





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع