زاد الاردن الاخباري -
عمان - الدستور - فارس الحباشنة
"الفقر له وجه واحد ، والبطالة لها وجه واحد ، أما جنون تفشيهما في المجتمع بين المواطنين فله أوجه عدة.. عائلات مستورة بلا دواء ولا ماء ولا كهرباء ، وخريجو جامعات حكومية وأهلية يبحثون عن فرص عمل ولو في القطاع الخاص" ، هذه العبارات تتكرر في كل دوائر المملكة الانتخابية.
أيا كان اللون الطاغي على الموزاييك الاجتماعي او الجغرافي ، تتكرر الازمة وتظهر في كل أحياء وأزقة المدن الاردنية ، عند كل خط تماس اجتماعي بين الفقر والغنى ، بين العوز واليسر ، حتى في الاحياء التي تزينها أبنية مزخرفة ، فان حديث الفقر له شجون وشجون. عبارات عن الفقر ، يرددها الفقراء ، على مسامع المسؤولين الحكوميين وناشطي العمل الاجتماعي المدني ، واليوم على مرشحي الانتخابات النيابية للعام 2010 ، حتى لو كان ظاهر أحوالهم ميسورا ولكن باطنه لا يعلم به الا الله ، ديون وقروض وتسهيلات ومسؤوليات مالية كبيرة ترهق جيوب المواطنين من موظفي حكومة أو في القطاع الخاص. الاحساس بالفقر والفقراء يجمع مرشحي الانتخابات في كل دوائر المملكة الانتخابية ، لكن مفارقة وحيدة تفصلهم ، اذ أن شعاراتهم وبرامجهم الانتخابية حول "الفقر" ، تسقطها تشوهات معالجته والاهتمام به ورعاية الفقراء عندما يصل المترشح لقبة البرلمان. فعند سؤال الفقير عن واجب المرشح تجاه أزمته ، يقول اني كنت وما زلت فقيرا ، وسمعت منذ عقود المئات بل الالاف من البيانات والشعارات الانتخابية التي رمت الفقر بسهامها ووعدت حتى فاض وعدها آمالا عند الفقراء بمعالجة كل مظاهر الفقر ووقف انتشار جيوبه في الاردن ، الا أن واقع الحال ينطق عكس ذلك المقام. ببطء ، يسير ميسورون وذوو دخل محدود نحو الفقر المدقع ، فأقساط المدارس الخاصة والجامعات في ارتفاع كبير ، وكلف العيش وأسعار السلع الاستهلاكية الاساسية ، وفاتورة الماء والكهرباء في كل شهر يصيبها ارتفاع جديد ، والدخل الشهري للمواطن كما هو دون زيادة تذكر. "أبو أحمد"يعيل ستة أفراد ويعمل حارسا في إحدى شركات المقاولات الانشائية في الكرك ، دخله الشهري 230 دينارا ، وأحيانا تمر أشهر يتقاضى أقل من ذلك الاجر ، ابنه الاكبر أحمد تزوج ، فيما ابنته الوسطى تتعلم في معهد لتعليم فنون الخياطة والغزل والنسيج ، ليبقى مع طفلين يتعلمان في مدرسة حكومية في القرية ، يدفع شهريا 50 دينارا بدل مواصلات لمركبة خاصة صغيرة تقلهم يوميا من المنزل الى المدرسة وبالعكس ، وذلك لبعد المدرسة عن البيت.
أبو أحمد يقول انه سيدلي بصوته وأفراد عائلته ممن يحق لهم المشاركة ، ولكنه ، رغم فقر حاله ، لا يعول كثيرا على الشعارات الانتخابية التي سمعها عن محاربة الفقر ، ويقول ان دافع مشاركته ينحصر بممارسة حقه في الانتخاب لا أكثر من ذلك.
برامج محاربة الفقر والبطالة عناوين انتخابية حاضرة عند الاقتراب من أي مقر انتخابي في المملكة ، وشعارات الفقر والبطالة تغازل الاصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بكل منظوماته وركائزه ، وتتسع حلقة الاهتمام الانتخابي لتقديم وعود كبيرة ، قد لا تطرب لها آذان الفقراء والعاطلين عن العمل.