يدندن الرئيس الأميركي الجديد المنتخب دونالد ترمب على وتر سياسة الأمر الواقع في الشرق الأوسط، وخاصة في ظل حالة الاضطراب التي تعيشها المنطقة منذ سنوات، وفي ظل التخوف العربي والإسرائيلي من الزحف الإيراني العابر للحدود.
فإسرائيل طالما أعربت عن تخوفها من امتلاك إيران للسلاح النووي، والذي ترى فيه إسرائيل تهديدا وجوديا، خاصة بعد أن هدد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمد نجاد بمسح إسرائيل عن الخارطة، ولهذا فإن إسرائيل تتمنى لو أن زلزالا يثور فجأة ويدمر الترسانة النووية الإيرانية، سواء أكانت للأغراض الحربية أو السلمية.
وإسرائيل أيضا تعتبر الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولهذا فهذا هو الرئيس ترمب يتودد إليها ويطلب رضاها أكثر من أي رئيس أميركي سابق، فهو يعلن في كل مناسبة أن ابنته إيفانكا ابنة زوجته الأولى إيفانا قد اعتنقت اليهودية بعد أن تزوجت من صهره اليهودي جاريد كوشنر الذي عينه ترمب مبعوثا خاصا لشؤون الشرق الأوسط.
إذاً يا سادتي نحن العرب الآن أمام معضلة كبيرة، فإيران تريد بسط نفوذها في المنطقة غير هيّابة ولا آبهة مستظلة بالتحالف الروسي ومستفيدة من تضاؤل الدور الأميركي فيها. وإسرائيل من الجهة الأخرى تتمنى لو أن لديها جيشا عرمرما يغطي المنطقة برمتها ونفطها وبرتقالها.
إيران وإسرائيل تزعمان أنهما تتصارعان على النفوذ في الشرق الأوسط، أو تتسابقان على اغتنام الفرصة لنيل أكبر القطع من الضحية العربية الدسمة. والعرب الذين أفقدهم الصديق الأميركي الثقة وتركهم وحيدين في الميدان، نراهم يترنحون بين المطرقة الإيرانية والسندان الإسرائيلي.
تحالف عجيب غريب يريده السيد ترمب من حلفائه العرب، فهو يريد منهم أن يتحالفوا مع الجار الإسرائيلي ضد الجار الإيراني، وإسرائيل ترحب بهذا التحالف مع أبناء العمومة أو أبناء إبراهيم عليه السلام، في مقابل عدم التعرض إلى سبي بابلي ثالث، على الطريقة الإيرانية هذه المرة.
والأسئلة التي تطرح نفسها هي لماذا لا تبادر إيران بالانسحاب من الأراضي العربية؟ فتتجنب شر تحالف عربي إسرائيلي أميركي دولي لا تستطيع إليه سبيلا.
ثم لماذا لا يبادر بنو جلدتنا العرب باستغلال هذه الفرصة وإبرام الصفقات الرابحة مع إسرائيل وإيران على حد سواء؟ أم أن دهاة العرب رحلوا من أمثال الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه!