بقلم : حكمت محمود البشير
قال تعالى: «ولا تمش في الأرض مرحاً، إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا»...
نشاهد أبوحمدان وهو جالس في المقهى ويتبادل الحديث مع الجالسين هناك،ابوحمدان شخصية يحبها الناس فهو بطبعه رجل مواقف ،انسان بسيط اجتماعي بشكل كبير يواكب الحياة بما فيها من منغصات وهموم يعيش الأحداث كما هي يكره النميمه والغيبة ،يتعايش مع المعطيات اليومية ،هنا تقف أمام المقهى سيارة فارهة وينزل منها رجل يرتدي الملابس الغالية ولا تكاد ترى عيونه من شدة سواد النظارات المصفحة التي يضعها على عينية،يجلس هذا الرجل في إحدى زوايا المقهى،ويتقدم منه الجر سون وسأله ماتحب أن تشرب يااستاذ؟فرد سعد بكل تكبر وعجرفة وقال:(اولا أنا مش أستاذ أنا سعد هو إلي بده يقعد بالقهوة لازم يشرب أشي؟)فرد العامل عنا قهوة وعنا شاي وعنا زهورات فرد سعد:مابدي اشرب إشي عندك مانع ؟فرد العامل برحتك يااستاذ،فصرخ الرجل أنا قلتلك أنا مش أستاذ اناسعد...وهنا كان ابوحمدان يستمع لكل كلمة قالها سعد،وهنا تقدم ابوحمدان وجلس على طاولة سعد وقال :أهلا وسهلا أنا دائماً بقعد بالقهوة بس هاي أول مرة بشوفك ممكن نتعرف بحضرتك؟
فرد بكل تكبر وجلافة وقال:أنا سعد..وهنا قال ابوحمدان بداخلة \"ياشايف الزول ياخايب الرجا\"
يرن هنا هاتف سعد فينظر إلى الرقم ويكنسل علية ولايرد رغم انه رن ثلاثة مرات ،ويقول ابوحمدان هنا يااخ سعد تلفونك برن ماترد على الي بتصل بيك ليش بتسكر علية؟
ويرن الهاتف مرة اخى ويرد سعد ويقول ...الو الو ايوه انا سعد ...شوه بدك بعدين بتحكي معي انا مش فاضي الآن ،في هذه اللحظات يمر احد الأشخاص ويقول السلام عليكم ...يرد السلام على الرجال الجالسين بالمقهى ويردون بالمثل إلا سعد ،ثم تقف سيارة وخلال عشرة دقائق يمر من أمام المقهى عشرات الرجال ويردون السلام على ابوحمدان ويسألون عن صحة واحوالة وعن بعض المناسبات مثل الأعراس والجاهات والعطوات والندوات وغيرها،هنا حب الفضول يدفع سعد بتوجيه سؤال لأبو حمدان،ويقول سعد والكلام موجة لابوحمدان يارجل ماصارلي قاعد بالقهوة ربع ساعة سلم عليك فوق العشرين زلمة وسلامات على عالرايحة والجاية وأتخيلك أشهر من نار على علم حضرتك شوه معك شهادات؟فيرد ابوحمدان رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه، يااخ سعد الإنسان بمعاملة للناس مش بشهاداته ،التعاظم على الغير، بالقول أو الفعل، والتكبر من أخطر الأمراض الخلقية، وأشدها فتكاً بالانسان، وأدعاها إلى مقت الناس له وازدرائهم به، ونفرتهم منه.
وقال تعالى: ))ولا تصعّر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحاً إن اللّه لا يحبُّ كل مُختال فخور((
وقال تعالى: «إنه لا يحب المُستكبرين»
وقال تعالى: «أليس في جهنم مثوى للمتكبرين»
وقال الصادق عليه السلام: «إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع للّه رفعاه. ومن تكبر وضعاه »
وقال عليه السلام: «ما من رجل تكبر أو تجبر، إلا لذلة وجدها في نفسه»وهنا يرد سعد بس كلامك ياابوحمدان يوحي انك متعلم وخريج جامعات ،فيرد ابوحمدان انا يااخ سعد معي ثلاث شهادات
معي شهادة خلو أمراض وشهادة عدم محكوميه وشهادة ميلاد برقم وطني،ويقول سعد غريبة مامعك شهادات جامعية والناس قاعدة بتهلي وبترحب بيك على عالرايحة والجاية،بعدين شوه قيمة الشهادات الي معك،يردابوحمدان شهادة خلو الأمراض بتعين انه الصحة والحمد لله تمام بتسوي كل المال.
وشهادة عدم المحكومين:هاي شهادة بعتز بيها أنا انسان عمرني ماغلطت بحق حدا ولا حدا غلط بحقي وصفحتي بيضا بحمد الله.
اماشهادة الميلاد:هاي معناها إني ابن الأردن الي يعتز بوطنه ووطنيته والرقم الوطني محفور داخل قلبي.
ينظر سعد بتعجرف إلى ابوحمدان ويتقدم هنا مره أخرى الجرسون الى سعد ، شوه بتحب تشرب يا أستاذ
فيصرخ سعد بالعامل مابدي اشرب ولا أوكل حل عني .
فيقول العامل على الأقل اطلب إشي تدفع بيه ثمن قعدتك على كرسي القش فيصرخ سعد ويقول أنا كاين قاعد على كنباية مخمل انقلع من هون،يقول أبوحمدان ياأخ سعدلا تتكبر على الناس الله أكبر منا ومنك،والظاهرإنك مابتشعر بقيمة الكلام حاولت أن أنصحك ولكن يبدو لا حياة لمن تنادي،الله يهديك...
والى اللقاء مع يوميات ابو حمدان .... في موقع اخر
Hikmat_B@yahoo.com
0777406706