في الزرقاء المدينة ذات المليون وربع مواطن ، ومدينة الصناعة الاردنية والمدينة الاكثر تلوثا في الاردن وتنوعا سكانيا ، تشاهد المشهد الانتخابي التالي ، وهنا احاول ان ان امارس الحيادية وعين مواطن يراقب من بعيد ، اولى هذه المشاهد تجدها في الدوائر الانتخابية من حيث المرشحين مثلا تجد من عشيرة واحد سبعة أو ثمانية مرشحين وهنا الرقم قد يخونك لأنك لن تستطيع أن تميز بين الاسماء المهم انهم من عشيرة واحد ويتنافسون في دائرتين انتخابيتين ، ومع تعدد الاسماء الاولى تجد تشابه في الاسم الثالثة والاسم الاخير لدرجة تسأل نفسك سؤال واحد وبسيط وهو لماذا هذا الانشقاق الواضح في العشيرة الواحدة ولمصلحة من ؟وكذلك تجد في لغة الشعارات ضرب من اسفل الحزام بين بعضهم البعض ، ومنهم من تجده يذكر الناخبين انه خدم في الجيش العربي لفترة زمنية جيده تجعله يحكم على الامور بخلاف حكم الاخرين ، وهناك من يذكرهم بانه قد خدمهم في اثناء تواجده في البلدية أو غرف الصناعة والتجارة وعليهم الا ينسوا فضله ،ومن المشاهد الاخرى التي تشاهدها هو التسابق على اماكن وضع اللوحات والصور الشخصية للمرشحين للحد الذي يمكنك من أن تشاهد الكثير من اعمدة الكهرباء قد وصلت بعض الصور للمرشحين الى لمبات الاضاءة ولو استطاع احد المرشحين أن يضع صورته اعلى لمبة الاضاءة لما وفرها ، ومن هذه المشاهد ايضا تجاور المقار الانتخابية وقربها من بعضها البعض ولنفس العشيرة وهنا تظهر قدرة كل مرشح عن الاخر من حيث نوع الصيوان والكراسي المستخدمة وحجم ونوعية اللمبات التي وضعت ، وتجد في الزرقاء كذلك اللوحات الكبيرة التي تحمل صور المرشحين وتغطي هذه اللوحات مساحات تعادل طابقين وتجدها تتمركز في مناطق ترشحهم وكانهم يقولون للناخبين نحن هنا وبحجمنا الكامل ، ومن المشاهد الانتخابية في الزرقاء وهو هنا مشهد مسبوق بروز صور المرشحات وهي صور متوسطة الحجم وضعت في مستويات منخفظة وليس في اعالي وقمم اعمدة الكهرباء ، ولعل ما يميز الزرقاء كمدينة في هذه الانتخابات أن هناك من المرشحين الذين مسكوا مناصب سابقة في القطاع الخدماتي في المدينة وقدموا استقالتهم منها استطاع هؤلاء الحصول على افضل واكبر المواقع لتعليق صورهم ويافطاتهم لدرجة عجز عنها أصحاب النفوذ المالي وينقصهم نفوذ السلطة ، ولعل المشاهد لما يحدث في الزرقاء وهنا نحن لانقصد الزرقاء كمدينة بل كمحافظة اذ تشمل الرصيفة وبيرين ومنطقة الهاشمية أن هناك اسماء لمرشحين اصولهم من مناطق الجنوب والشمال وهذا يجعلها محافظة تجمع كل اجزاء الوطن الكبير بين ذرعيها ، وعودة للزرقاء كمدينة ونتيجة لصغر مساحة الجغرافية المكتضة بالسكان فانك تجد اللوحات الانتخابية قد وضعت داخل الشوارع الفرعية والزواريب والأزقة وعلى كل شيء قابل أن يحمل اللوحة حتى ولو كان اللوحة التي وضعتها البلديات اسفل الاشارات المرورية لغايات الاعلان عن الفرح أو العزاء ، وفي الوسط التجاري أو السوق استغنى بعض اصحاب المحلات عن الآرمات الخاصة بمحلاتهم وقاموا بوضع لوحات تغطيها لبعض المرشحين كتأييد لهم ، وكون الزرقاء مدينة لاتتوفر بها المباني المرتفعة كالعاصمة عمان فانك تجد لوحات وصور لمرشحين قد وضعت أعلى اعمدة الاضاءة التي توجد على التقاطعات الرئيسية ( الكشافات ) وتجدها تلامس قمة العامود وبأحجام كبيرة ، ومع كل ذلك تبقى الزرقاء كمحافظة تستحق أن تغطى أعلاميا لأنها مدينة تجمع الاردنيين من كل المنابت والاصول وهي مدينة العمال والعسكر والمهاجرين والانصار ، وهي مدينة الوحيدة التي يلقب اهلها بإسمها في السراء والضراء ( رزقاويين ) .