قال حكيم : عندما كنت شابا حرا طليقا لم تكن لمخيلتي حدود أحلم بتغيير العالم : وكنت كلما تقدمت بي السنوات ازددت حكمة , اكتشفت أن العالم لا يتغير . لذا قللت من طموحي, وقررت تغير بلدي لا أكثر. ألا أن بلدي هو الأخر وكأنه باق على حاله. وفي خريف العمر شرعت في محاولة يائسة أخيرة حين حاولت تغيير عائلتي وأقرب الناس مني ولكن محاولتي هذه أيضا باءت بالفشل .
واليوم... وانا على فراش الموت أدركت فجأة حقيقة الأمر ... ليتني غيرت ذاتي بادئ الأمر.. ثم بعد ذلك حاولت تغيير عائلتي ثم وبالهام وتشجيع منها ربما أقدمت على تطوير بلدي ومن يدري ربما كنت استطعت أخيرا تغيير العالم برمته .
قال تعالى( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
التغيير يحتاح إلى أرادة وليس إلى شعارات . والإرادة تحتاج إلى صبر وتحمل لان التغيير يحتاج إلى قوة كامنة داخلنا. وان تثق ثقة مطلقة بوجودها. يوجد عدة أنواع من التغيير منها الذاتي والسياسي والاجتماعي ولابد أن تحدد التغيير المطلوب وأسباب التغيير وتضع الخطط والآليات وتحدد الزمن والمكان والأشخاص ... وكل ما هو متوقع تغييره .
إن التغيير هو السبيل الوحيد إلى النجاح والتقدم والتطور
فإذا لم نحدث التغيير المنشود سوف نواجه العديد من المشاكل على المستوى الشخصي مثل الاكتئاب والقلق والملل والإحباط وضعف الشخصية وكثرة الأخطاء.أما على المستوى الاجتماعي فالبطالة والفقر والجريمة وانعدام الأمن . وعلى مستوى الأمة فيستشري الضعف والجهل ....
أذاّ إذا أردنا أحداث التغيير أو الوصول إلى الحالة المنشود ة من السعادة والتطور والاطمئنان وحل المشاكل يجب علينا ان
نبدأ بأنفسنا وأن نتمتع بصحة وعقلية ناضجة تفهم الثوابت والمتغيرات ومهارات التغيير .
إبراهيم القعير