في عام: (1987م), كنتُ أعمل مراسلاً ومندوباً لجريدة (الصحفي), لصاحبها معالي المرحوم (ضيف الله الحمود), في مدينة إربد والشمال, وفي مقر الجمعية الوطنية لأصدقاء الشرطة على جبل اللويبدة بعمان حيثُ كان رحمه الله رئيساً لها دار بيني وبينه حديث حول الحياة النيابية في الأردن والتي كانت حديثة العودة بعد انقطاع... فقال رحمه الله: \"إنني أشك في أننا سنكون أمام مجالس نيابية قادرة على خدمة الوطن والأمة, لأن الوعي لمَّا يكتمل بعدُ لدى الناخب يا معين... وأضاف قائلاً: إن هذه العبارة قالها لي جلالة المغفور لهُ بإذن الله الملك المؤسس عبد الله الأول عام: (1946م), عندما تشرفتُ بلقائه أنا وزملاء لي من رجالات المعارضة الوطنية الأُردنية رغبةً من جلالته في الوقوف على مطالبنا, وعندما طالبت بإجراء انتخابات نيابية كان ردهُ علي: \"عندما يكتمل الوعي لدى الناخب والنائب ستكون الانتخابات... إن الوعي لمَّا يكتمل بعد يا ضيف الله\" هل تريد يا ضيف الله إذا طلب نائب من وزير من الوزراء تعيين أحد أقاربه وهو غير كفؤ فيرفض ذلك الوزير تعيينه فيبادر فيحجب الثقة عنه في مجلس النواب... والآن ومن خلال رؤيتي وتقييمي لثقافة الناخب الأُردني – والحديثُ ما زال لمعالي ضيف الله الحمود عام: (1987م) – أرى أن الوعي لمَّا يكتمل بعد لدى الناخب وفي غياب الوعي لن ولن نكون أمام مجالس نيابية ترقى إلى طموح وتطلعات الأنقياء الأوفياء المخلصين من أبناء الوطن... وبعد:
تذكرت هذا الحديث بيني وبين ضيف الله الحمود عام: (1987م), لأوُّكد لكم ونحن على موعد مع انتخابات (2010م), أن الوعي لمَّا يكتمل بعد لدى الأغلبية الساحقة من الناخبين.
صدقوني, إن ثقافة الناخب في (2010م) ومن خلال لقاءاتي وما أرى واسمع مازالت هي ثقافة الناخب كما قيمها جلالة الملك المؤسس عام: (1946م), وبني عليها رأيهُ ضيف الله الحمود عام: (1987م).
فصوت الناخب – وللأسف – ما زال يرزح تحت تأثير التعصب القبلي والجهوي والإقليمي بغض النظر عن كفاءة المرشح واضعاً نصب عينيه مصلحته الشخصية أولاً وتعصبه لعشيرته ومنطقته وإقليمه لا مصلحة الوطن... وعليه فإن ناخباً هذه ثقافته سيفرز نائباً على شاكلته وبالتالي سنكون أمام مجالس نيابية هشة ضعيفة لا تبني الوطن ولا تخدم الأمة... فالعيبُ إذن في الناخب الذي لمَّا يكتمل وعيهُ بعد لا بالقانون.
والله أسأل أن تكون انتخابات (2010م), شاهداً على اكتمال الوعي لدى الناخب الأُردني باختياره مجلساً نيابياً كفؤً قادراً على خدمة الوطن والأمة وإن التاسع من تشرين الثاني ليس ببعيد.
Email: moeenalmarashdeh@yahoo.com