زاد الاردن الاخباري -
حذر نائب نقيب الجيولوجيين المهندس مضر العبادي من احتمال وقوع انهيارات صخرية وترابية على طريق عمان – إربد، أكثر خطورة من الانهيارين الماضيين، وفق الدراسات الجيولوجية التي أجرتها النقابة في الموقع.
وأوضح العبادي أن النقابة كانت من ضمن المشاركين في الدراسات التي أعدت على الموقع بعد الانهيار الأول، وخلصت الدراسات إلى خطورة الموقع واحتمالية تجدد الانهيارات في كل فصل شتاء.
وقال إن سبب الانهيار وفق الدراسات الجيولوجية والتي زودت بها الجهات المسؤولة عن الموقع يعود لطبيعة المنطقة الجبلية شديدة الانحدار، وهذا الجبل يتكون سطحه من صخور طينية وتحت السطح يوجد طبقات طينية وفيها معادن طينية ويوجد في هذه الطبقات وأولها طبقة الحجر الجيري تشققات كبيرة بمختلفة الأحجام وتسمح هذه التشققات بدخول مياه الأمطار عبرها إلى الطبقات الطينية والمعادن الطينية التي تتحول مع دخول المياه إليها الى ألواح من الصابون ومع شدة انحدار الجبل تسهل الانزلاقات الأرضية.
وأكد نائب النقيب أن الدراسات الجيولوجية والهندسية والفنية تؤكد خطأ في موقع الطريق أصلا، ويجب أن يتغير موقع الطريق كليا لتجنب مخاطر هذه الانهيارات التي ستكرر في كل فصل شتاء وعند امتلاء الطبقات بمياه الأمطار لشدة انحدار الجبل.
وبين العبادي أن المنطقة المحيطة بمنطقة الانهيار تعاني من انهيارات وانزلاقات ترابية متكررة وأهمها موقع سد الملك طلال وهو يتعرض لانزلاقات ترابية مستمرة ولكنها في موقع غير مأهول بالسكان وتحدث داخل السد وتبعد عن الطرق الفرعية والرئيسية ولذلك لا يشعر بها، وهي قريبة من موقع الانهيار الجبلي الذي تكرر بعنف مرتين متتاليتين خلال الأشهر القليلة الماضية ولاحظه الجميع وأثر على حركة السير في طريق حيوي ودولي.
ويعتقد العبادي أن أي أعمال صيانة وتنظيف وترميم لموقع الانهيار لن تدوم طويلا، لأن طبيعة المنطقة بشكل عام وطبيعة الجبل بشكل خاص معروفة ومكشوفة ومعرض للانهيار بين لحظة وأخرى وأي حلول ستقوم بتنفيذها وزارة الأشغال العامة والإسكان لن تكون حلولا جذرية ما لم يتم تغيير موقع الطريق نهائيا.
ويرى العبادي أن الخطأ في هذه المواقع التي تعتبرها نقابة الجيولوجيين بؤرا ساخنة هو عدم دراستها قبل حدوث هذه الانهيارات، سيما لعدم وجود مديرية الجيولوجيا في وزارة الأشغال العامة والإسكان والتي تعني بدراسة هذه المواقع جيولوجيا والتحذير من خطورتها، خاصة وأن هذه المنطقة كانت تتعرض لعدة انهيارات وكانت بسيطة وفي هذه السنة ازداد تأثير هذه الانهيارات وزادت خطورتها.
وأكد على ضرورة إنشاء مكاتب جيولوجية في كل بلدية مركزية تعنى بدراسة طبيعة المناطق التابعة لها لتجنب فتح طرق وبناء أبنية حكومية ومبان خدماتية في مواقع غير صالحة فنيا وهندسيا ولا تصلح لهذه الغايات وقد تسبب مشاكل كارثية على المدى البعيد والجيولوجي قادر وفقا لدراسته وخبرته والأدوات التي يعتمد عليها على تقدير مدى صلاحية الموقع للعمل.
بدوره، قال المهندس الجيولوجي محمد المغربي والمتواجد بموقع العمل عند نقطة الانهيار، إن وزارة الأشغال تقوم حاليا بعمل مصاطب بطول 17 مترا في الأعلى وفي الأسفل بطول 8 أمتار وعددها 7 مصاطب وهذه المصاطب تعمل على التخفيف من حدة الإنزلاق إذا تكرر ولكن لا تعتبر العلاج الأمثل لحل مشكلة الانهيارات.
وأوضح أن الجيولوجي قادر على دراسة أسباب المشكلة أكثر من المهندس المدني، وقد اتضح من خلال دراسته للموقع وجود نزازات مياه ما زالت تنزل المياه على الطبقات الصخرية لغاية الآن والطبقات المكونة للجبل هي صخور رملية وفيها صخور طينية وصخور ملحية وهذه الأنواع من الصخور تسمح بالاحتفاظ بالمياه وتسربها إليها من خلال الشقوق والملح يذوب في المياه ويساعد على سهولة الانزلاق.
ويعتقد المغربي أن سوء نظام تصريف المياه في الجبل ساعد في الاحتفاظ بكميات كبيرة من المياه بسبب قطع الجبل من خلال فتح هذا الشارع وتسبب في زيادة زاوية الميل واحتباس المياه.
ويرى المغربي أن عمل المصاطب قد يخفف من مشكلة الانزلاقات ويجب كذلك إيجاد طريقة لتصريف المياه بطريقة صحيحة والطريقة هي جرف الشارع أصلا لتصريف المياه لأن قطع الشارع للجبل بهذه الطريقة أغلق أماكن تصريف المياه وأدى إلى احتباسه، فضلا عن ضرورة عمل حقل إسمنتي لسفح الجبل للحفاظ عليه وهذه أفضل الحلول العملية التي تساهم في التخفيف من حدة هذه الانزلاقات مؤقتا.
وأكد أنه وفق دراسات علمية أجراها لجامعة اليرموك فإن هذه المنطقة من البؤر الساخنة وقد تتعرض إلى عدة انهيارات ويوجد عشرات المناطق بالقرب منها تعاني من نفس الخطورة.
وقال المغربي إن وزارة الأشغال تعمل كذلك على إعادة تقييم للعمل في الموقع وتبحث عن حلول مع جهات علمية وفق دراسات علمية دقيقة.
إلى ذلك، أغلقت وزارة الاشغال العامة والإسكان طريق عمان – إربد صباح اول من أمس الجمعة ولغاية مساء أمس السبت، نهائيا وتم تحويل السير إلى محافظة الزرقاء للعمل على تنظيف وصيانة موقع الانهيار وإزالة الصخور والأتربة ومعالجة الانزلاقات المتكررة، وفق مدير أشغال جرش المهندس أكرم الخصاونة.
وقال الخصاونة إن قرار الإغلاق من وزارة الأشغال العامة بالتعاون مع الجهات المعنية ويكون في مثل هذه الحالات لسهولة العمل وسرعة الإنجاز والحفاظ على حياة المواطنين والسائقين وجاء في يومي عطلة رسمية لمعظم الدوائر والمؤسسات حتى لا يؤثر الطريق البديل على دوام الموظفين والطلاب المتجهين من العاصمة لمحافظات الشمال والعكس.
الغد