لا ينكر أيا منا حقيقة أن هذه الانتخابات بما سبقها من تجهيزات أخذت حيزا مختلفا عما سواها واهتماما عاما قد يكون مبالغ فيه بعض الشيء ، ولا أنكر أيضا أن الرؤى من ذلك ليست إلا ترسيخا لمبدأ الديمقراطية النيابية وهذا من ناحية ومن ناحية أخرى ملأ الفراغ الحماسي لدى فئات لا بأس بها التي ربما ملت من دور مجالس النواب السابقة التي غزاها طابع المصالح الشخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن فنأت هذه الفئات بنفسها صوب اتخاذ قرار المقاطعة والامتناع عن التصويت كون المسالة وعلى حد قول البعض : إما \" مش جايبه همها \" أو \" شو بدنا بوجع الراس \" ، أو \" ما حدا لحدا لليش ننتخب \" .
بصراحة أريد أن أتوقف عند عبارة \" ما حدا لحدا \" ، ليست لأنها مقطع لأغنية نجوى كرم الجميلة ، - لا أقصد يالجميلة الاغنية بل اقصد المطربة – إنما لأن عبارة \" ما حدا لحدا \" أصبحت تعبيرا شاملا وافيا في كافة المجالات والأصعدة وليست الانتخابية فقط عن الحالة الشعورية لدى العامة .
على الرغم من أن هذا الزمان هو زمان \" ما حدا لحدا \" ، إلا أني أقف أمام البيانات والشعارات وقد تملكتني مجموعة من المشاعر والأحاسيس اللااردية ، بين مستغرب ومنصدم وبين بعض حالات الهستيريا من فحوى الوعود حينا ونمق العبارات وآمالها حينا آخر .
أرى وعودا يعتريها صعوبة الوفاء وآمالا ستشتتها الرياح وتذريها ، وشعبا يئسا محبطا همه الأول لقمة الخبز وفيما إذا استقر سعر البندورة أم لا وليس من فاز أو خسر، بينما العازفين يعزفون على أوتار آمالنا وآلامنا ألحانهم كما يريدوها لهم وان أرادوا أن يعزفوا لنا لحنا فلن يعزفوا لنا سوى لحن الرجوع الأخير .
اعذروني ولكني هذا ما أراه في هذا الزمان : زمان اللي ما حدا لحدا .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com