اعلن ممثل الانروا في نيويورك ان على الفلسطينيين ان لا يتوهموا بالعوده لارضهم واعلنت حركة التحرير السودانيه انها تعمل من اجل دولة منفصله في الجنوب واليمن ما زال غارق في مشاكله والعراق ما زال محتلا لا يستطيع تشكيل حكومه ولبنان منقسم حول المحكمه الدوليه والجولان السوريه تحت الاحتلال منذ ثلاث واربعون عاما والصحراء المغربيه لم تجد حلا بين المغرب والجزائر وفتح وحماس يتنازعان على كرسي ليس مع اي منهما وجزر ابو موسى وطنب ما زالتا محتلتين وعيرها من المشاكل والقضايا التي ما تزال تعصف بدول وحكومات وشعوب الامه العربيه
ومن آلاء الله على العرب ان هداهم للاسلام وانزل القرآن الكريم باللغة العربيه وبعث فيهم ومنهم رسول الاسلام والسلام محمدا عليه افضل الصلاة والسلام .
والأمة العربية ان جاز لنا تسميتها هكذا الان لأننا ننسبها الى لغة القرآن العظيم فقد بات افرادها الاّ من رحم ربي اغرابا عن دينهم غربانا ينهشون لحم بعض وهي الان امّة متردية هاوية نحو الحضيض في العقيدة والخلق والعلم .
امّة قلبت صفاتها الى الاسوأ فمن الجرأة في قول الحق ولو عند سلطان جائر الى الحقارة والتجنّي في تلفيق الاكاذيب ولو على فرد ضعيف لا حول له ولا قوه امّة استبدلت الجنة وتكاد تلج النار وهي لاهثة وراء الدرهم والدينار .
امّة فقدت العدل منذ ان قتل الخليفة الفاروق رضي الله عنه ونسيت الرحمة والتسامح منذ ان قتل الخليفة ذو النورين رضي الله عنه وأضاعت المروءة عندما صمّت آذانها عندما صاحت فلسطينية وايعرباه بعد ان انكشفت عورة طفلتها .
أمّة نسيت الكرم منذ مات عدي ابن حاتم ونسيت الايثار منذ قضى رفاق حذيفة العدوي ونسيت الرجولة والجرأه منذ ان ودّع الحجّاج هذه الدنيا .
امة باتت تعيش على فكرة المؤامره حتى كادت ان تقول ان القضاء والقدر مؤامرة والعياذ بالله فقد اصبحنا نكره الاغنياء لأن ثروتهم لم تصلنا ونكره المتنفذين لأن مناصبهم لم نتبوئها ولو كنا مكانهم لاصبحنا مثلهم فقد كان هؤلآء منا ولكن الفرص لاحت لهم بالحلال او بالحرام وقد اذكينا فيهم روح الغطرسة والظلم فبتنا نعمم انهم لصوص وفاسدون وهم يروننا طامعون حاسدون وقد قرر بعضنا تركيب قرون لمناطحة هؤلاء وكانت هذه القرون ستارا يخفي تحته الفاسد والمتطرف والشاذ .امّة اضاعت بوصلتها لأنها فقدت القناعة والقيم .حتى انها باتت تنفذ اهداف العدو تحت شعارات وطنيه وهي لا تدري انها تخدم العدو والمستعمر.
لقد دأبنا ان نعلق على شمّاعة الاستعمار والصهيونيه كل فشلنا وتفاهاتنا وخذلاننا لكي نريح ضمائرنا الميته ونفوسنا المريضه ونتفرغ لشتم بعضنا وحياكة الدسائس كل منا للاخر بعد ان استبدلنا الشورى بالاستبداد والديموقراطيه بدكتاتورية الحكام والحريات بتكميم الافواه والمعتقلات واحترام حقوق الانسان بحماية الكسب غير المشروع للفرد والمساواة بالشلليه والشفافيه بالضبابيه وكل ذلك لا يقع على عاتق الانظمة الحاكمة فقط بل العبأالاكبر علينا نحن الشعوب الصامته سلبية الانتماء وهي تربية وثقافة خاطئة ورثناها عبر اجيال وقرون خلت .
هل تلك امة اتشرف بالانتساب لها وهل يمكن ان ننسبها للغة القرآن الكريم وهي على هذه الحال .
هي ليست صرخة متشائم او دمعة منهزم وانما هي آنّة مقهور وصل لحائط دون ابواب بقلب موجوع حار الاطباء في علاجه وضمير ليس فيه حياة وبات مرتعبا من القادم ان بقي الحال على ما هو عليه .
فهل نسكت حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ام هل نبدأ من الصفر وذلك بالرجوع لعقيدتنا وقيمنا ولغتنا العربيه ولنترك التفكير الفردي ونبدأ بالعمل بالتفكير التعاوني لننسى مرحلة مضت بما جرّته علينا من ويلات ولنقبل بواقع لا نستطيع تغييره الان ولنربّي اجيالا تستطيع التعامل مع العالم ومستجدّاته ليكونوا فعلا هم فرسان التغيير الحقيقي للمجتمع العربي ولينهضوا بالامة العربيه لتأخذ مكانها بين الامم ولتستحق ان تنسب للغة القرآن الكريم وتستحق شفاعة الرسول العربي عليه الصلاة والسلام .
((ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )) صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد