زاد الاردن الاخباري -
أثارت القرارات الجديدة لوزارة التربية والتعليم والمتعلقة بإعادة تقييم النجاح والرسوب لشهادات وكشوفات الثانوية العامة، واعتماد مجموع علامات الطالب كبديل، جدلًا واسعاً في الأوساط التعليمية في ظل ما تقوم به الدولة نحو تطوير المنظومة التعليمية وفق أحدث المعايير بوجه عام.
وكانت وزارة التربية والتعليم اعلنت وعلى لسان أمينها العام للشؤون الفنية والتربوية، الدكتور محمد العكور أمس الأول أن الوزارة قررت بدءا من العام المقبل، اعتماد المجموع العام لطالب الثانوية العامة والمواد التي يتفوق فيها الطالب مع حذف كلمة راسب أو ناجح من كشف الثانوية العامة.
فيما صرح وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز أمس أنه "وبموجب القرار سيتم حساب مجموع علامات الطالب على أساس 1400، فيما يتم تحديد تخصص لكل فئة من المتقدمين للامتحان"، موضحا أن "من يحصل على 1300 فأكثر يحق له التقدم لتخصص الطب، ومن يحصل على 1100 فأكثر يحق له التقدم لتخصص الهندسة، ومن يحصل على 800 يحق له التقدم للتخصصات الإنسانية ثم التخصصات المهنية وهكذا".
وأضاف، ان "الجامعات ستعيد النظر بأسس القبول، حيث سيتم تحديد مجموع العلامات لكل تخصص، ويتم إعطاء كل مادة وزنًا خاصًا بالعلامة في ذلك التخصص".
وفي هذه القضية يقول معلم الرياضيات عبدالله قدوره، انه لا بد من تقييم الطلبة قبل وصولهم للثانوية العامة، وذلك بعقد امتحان وزاري من الصف التاسع لتحديد اتجاه الطالب، مشيرا الى ان الطالب الذي ينهي المرحلة الثانوية في التخصص العلمي حاليا يضطر لدراسة تخصص ادبي في الجامعة كونه لم يحصل على مجموع يؤهله لدراسة الهندسة مثلا.
وتقول معلّمة الكيمياء لمرحلة التوجيهي سناء عفيف، انه لابد من خوض التجربة الجديدة لنظام التوجيهي وتقييمها، إذ قد تخفف بذلك حدة التوتر والضغط على المعلم والطالب على حد سواء، مبينة أنه وفقًا للنظام الجديد فإن الطالب سينصب اهتمامه وتركيزه على مواد دراسية بعينها دون أخرى، بهدف ضمان الحصول على أعلى مجموع في المواد التي تؤهله لدخول التخصص الجامعي الذي يريد، وبالتالي التراخي في مواد أخرى.
لكنها أوضحت من ناحية أخرى، أن التعديلات الجديدة ستعمل على تجاوز العديد من الطلبة في المرحلة الثانوية لمختلف العوامل النفسية مثل؛ الرهبة والخوف والقلق والاكتئاب، حيث كانت تلازمهم لسنوات طويلة، والتي كانت تؤثر على تحصيلهم العلمي بشكل أو بآخر.
ولفت معلم الرياضيات أحمد الراميني الى ان الطالب المتفوق والذي يرغب بدراسة الطب أو الهندسة، لن يواجه مشكلة في دراسة المواد كافة، كونه أساساً ينوي النجاح والتفوق، مشيرا الى أن القرارات الجديدة قد تصب في مصلحة الجامعات الخاصة، وأن يبدأ اصلاح العملية التربوية من مرحلة التأسيس، واهمية التقييم الحقيقي للطلبة في الصفوف الاولى والمتوسطة قبل وصولهم الى نهاية مرحلة الدراسة المدرسية.
من وجهة نظر طالب الثانوية العامة (علي) فإن القرارات الجديدة، وإن كانت تسهل على الطالب وتجعله يقبل على الدراسة، الا أنها قد تؤدي الى ارتفاع نسبة البطالة لاحقا، نظراً للإقبال الكبير الذي ستشهده الجامعات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة أعداد الخريجين دون وجود فرص عمل حقيقية تكفي لهذا العدد.
ولفت إلى ان معظم الطلبة ينصاعون لرغبة الاهل بدراسة الطب والهندسة والقانون وغيرها، دون النظر الى ماذا يفضل الطالب نفسه، داعياً زملاءه الطلبة الى اثبات رأيهم ودراسة ما يرغبونه هم وفق فرص العمل المتوفرة.
واعربت الطالبة (نسرين)، التي استنفدت حقها سابقا في التقدم لامتحانات الثانوية العامة، عن سعادتها لهذا التوجه، مشيرة إلى أن رغبتها في إكمال دراستها ستتحقق بعد ان كانت فقدت الأمل بذلك.
وتقول إحدى الأمهات انها سجلت ابناءها جميعهم في نظام (السات: )، مختصرة عليهم عناء القلق بالنجاح والرسوب، مشيرة إلى أن ابنها الأكبر اجتاز العام الماضي امتحان (السات) بنقاطه الكاملة الا انه اخفق بمادة الثقافة الاسلامية (منهاج اردني) ليعيد امتحانها اثناء دراسته في كلية الهندسة بإحدى الجامعات، حيث نجح بها بعلامة جيدة، ما ادى الى انتظامه بالكامل حالياً في دراسة الهندسة.
أحد اولياء الامور أيد فكرة (الغاء الرسوب في التوجيهي). وقال ان ذلك معمول به في مختلف الدول الاوروبية، مبيناً أن بعض الدول العربية مصممة على اعتماد مبدأ "ناجح/ راسب" في التوجيهي دون النظر إلى المجموع العام لعلامات الطالب وميوله واتجاهاته التعليمية، مشدداً على ضرورة اختيار الطالب للتخصص الذي يرغب بدراسته.
نقابة المعلمين وعلى لسان ناطقها الرسمي الدكتور أحمد الحجايا، أوضحت أنها تنظر إلى الوزارة كمؤسسة وطنية وحيوية، وبالتالي ليس غريباً أن تكون هناك ديناميكية من حيث اتخاذ القرارات والنشاطات التي عادة ما تتصدر وسائل الإعلام المختلفة وتحظى باهتمام الجميع، مشيرا الى ان هذه الخطوات تحتاج لدراسة أثرها من قبل متخصصين وذوي خبرات تربوية.
ويشير الحجايا إلى أن نجاح التعليم في الأردن يعتمد على مشاركة جميع الجهات المختصة بوضع توصيات من شأنها الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية، واعتماد صانع القرار على المؤتمرات والحوارات الوطنية المتخصصة وصولاً إلى تحسين جودة التعليم ومخرجاته بصفة عامة، داعيا إلى تطوير وضع المعلم وتحسينه في مختلف المجالات.
بترا