زاد الاردن الاخباري -
قال الدكتور باسم عوض الله إن المنطقة العربية في أمس الحاجة إلى تطبيق نموذج إصلاحي خاص بها ينبع من الداخل ويتلاءم مع خصوصيتها وطبيعة مجتمعها والقيم والأخلاقيات الخاصة بها، وذلك للحد من التدخلات الخارجية بفرض نماذج ووصفات إصلاحية غربية جاهزة للتطبيق في مجتمعاتنا.
وقال مبعوث الملك عبد الله الثاني الخاص الى السعودية في تصريحات لموقع العربية ان انتشار الفقر والبطالة والجهل والشعور بالتهميش وغياب العدالة هي من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ما يعرف بثورة "الربيع العربي"، مشيراً إلى أن مطالب الشباب العربي بمجملها واقعية ومنطقية ولكن كانت نتائجها كارثية وشملت كافة دول المنطقة.
وأكد أن من أكثر الأولويات التي تحتاجها المنطقة حالياً هي خطة تنموية عربية على غرار "خطة مارشال" التي أخرجت أوروبا من دمار ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وعن التعليم في الدول العربية، أشار عوض إلى أن الدول العربية تحتل مراتب في أواخر دول العالم في الاختبارات الدولية في العلوم والرياضيات، مطالباً بأهمية تبني نموذج جديد وغير تقليدي للتعليم في العالم العربي، وذلك ينطبق على التعليم العالي والجامعات، ومشيراً إلى أن تدني نوعية التعليم تعد من أهم العوامل التي تشجع الشباب في العالم العربي على التوجه نحو التطرف والعنف.
وحول توقعاته بالنسبة للاقتصاد العالمي خلال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ، قال الدكتور عوض الله إن ترمب يعطي أولوية كبيرة لمحاربة الإرهاب وسيكون لذلك تأثير كبير على تحالفاته مع دول المنطقة، وهو بالتأكيد يخدم أهداف دول "الاعتدال العربي" وسيكون لذلك دور مهم في حل العديد من الأزمات والصراعات في المنطقة، وهو ما سينعكس ايجابا على اقتصاديات المنطقة والاقتصاد العالمي.
مبعوث العاهل الأردني إلى السعودية، أن العلاقات الأردنية السعودية هي علاقات وطيدة واستراتيجية وتاريخية، مشيرا الى إن السعودية هي الشريك التجاري الأكبر للأردن، حيث تعتبر السعودية من أكبر الدول التي تستثمر في الاقتصاد الأردني بحجم استثمار يزيد عن 13 مليار دولار، مضيفاً أن شركة الصندوق السعودي الأردني ستعمل على الاستثمار في العديد من المجالات، ويتوقع أن يصل حجم استثماراتها إلى 3 مليارات دولار، مما سيعطي دفعة قوية لحركة النشاط الاقتصادي في الأردن.
وتطرق عوض الله إلى رؤية المملكة السعودية 2030 ، قائلا انها تعتبر أقوى وأشمل وأعمق برنامج إصلاحي ليس على مستوى السعودية فقط بل على مستوى المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن تنفيذ رؤية 2030 سيكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على الاقتصادات العربية.
كما أشار إلى أن ما تقوم به دول الخليج العربية اليوم، وخاصة السعودية، من خطط إصلاحية للتخلص من الاعتماد على النفط هو الأهم في المرحلة الحالية.
وبالنسبة للدول العربية غير النفطية، قال إن تلك الدول تحتاج لبرامج إصلاحية هيكلية تخلصها من الاعتماد على المساعدات، معرباً عن أمله أن ما تشهده العلاقات الخليجية العربية من إعادة هيكلة نحو استبدال الدعم المالي بالاستثمار المباشر في المشاريع التنموية والخدمية يتوقع أن يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد في تلك الدول.