بقلم: شفيق الدويك
مع إقتراب نهايــة دوام مدرسة إبتدائية، أعلنت طالبة أنها قد فقدت سوارها المصنوع من الذهب الخالص، ثم أجهشت بالبكاء حزنا على القطعة الغالية على نفسها، و خوفا من تقريع أهلها.
ذهبت مسؤولة ضبط الصف الى غرفة المعلمات وأعلمت مربية الصف بذلك.
توجهت المربية الى مديرة المدرسة التي حضرت الى غرفة الصف بسرعة ، وكانت علامات الغضب الشديد بادية عليها ، وتكشيرتها متجمعة عند الحاجبين ومتجمدة أي بلا حراك، وبالطبع تنذر بأن هناك أمرا أكثر من خطير،وبدأت عملية تفتيش الطالبات على ضوء عدم إعتراف أي طالبة بسرقة السوار.
تمنعت طالبة واحدة عن تفتيشها، وبدأت بالبكاء الشديد، وحضنت حقيبتها المدرسية ولم يستطع الحضور من نزعها منها، فتركت.
عندئذ قررت المديرة بإشارة من عينيها ترك الطالبة، وعدم إحراجها أكثر مما يجب.
ثم تم وعلى إنفراد، تكليف طالبتين متابعة الطالبة التي غادرت لبيتها سيرا على الاقدام للدخول معها الى البيت وشرح الامر لوالدة الطالبة .
حدث ذلك، ودخلت الطالبتان بيت زميلتهما، وشرحتا الامر لوالدة الطالبة. حينئذ، فتحت الطالبة الحقيبة وأفرغت ما بها ...
هنا كانت المفاجأة غير المتوقعة... الحقيبة مليئة ببقايا طعام معلمات وطالبات المدرسة، وقد جمعت وأودعت في الحقيبة لتقدمها كوجبة لاسرتها !!!.
في اليوم التالي قررت مديرة المدرسة جمع تبرعات للطالبة ،وتقديم إعتذار لها....
أنا أيضا أقدم إعتذاري لها !!!
شاركوني في تقديم الاعتذار لها...أو الشروع في عمل شيئ ما ... لمن هم/هن مثلها !