سبحان الذي يغير ولا يتغير ،سبحان الله العظيم، الذي جعل من الحياة واحداثها مدرسة يتعلم منها كل ذي لب ،نقول هذه الكلمات ونحن نتابع كلمات الشخ الجليل والنائب السابق والمعارض الحاد والقيادي الاخواني السابق فضيلة الشيخ عبد المنعم ابو زنط حفظه الله على التلفزيون الاردني الناطق باسم الحكومة الاردنية والتي يبدو انها تبذل الغالي والرخيص في سبيل حض الناس على المشاركة في العملية الانتخابية بعد ظهور ارهاصات عزوف العدد الاكبر من الناس عن المشاركة في هذه الانتخابات وبعد مقاطعة اكبر الاحزاب الاردنية لها. ويبدو ان الحكومة الاردنية لامانع لديها من الاستنجاد حتى بخصوم الامس الذين كانوا يعلنون انه لا ثقة لمن لا يحكم بما انزل الله وانه يجب مقاطعة من يقيم العلاقات والاتفاقيات مع اليهود ،ولكنهم اليوم وباجتهادهم يرون ضرورة بل وجوب المشاركة في العملية الانتخابية مهما كان شكل هذه المشاركة ومهما كان الهدف من هذه المشاركة سواء على مستوى الحكومة او على مستوى المعارضة ،وكلاهما له غاية خاصة من الانتخابات ولكلاهما وجهة نظر معتبرة ، وازاء هذه التوجهات انقسم الناس الى قسمين منهم من يقتنع برأي المعارضة بضرورة مقاطعة هذه الانتخابات لانها لا تلبي الحد الادنى من تمثيل الشعب الاردني الحقيقي ،ومنهم من يرى ضرورة المشاركة في هذه الانتخابات على علاتها واعطاء الحكومة الفرصة لاجراء انتخابات نزيهة حتى ولو بدون ضمانات ، ويبدو ان فضيلة الشيخ عبد المنعم ابو زنط من هؤلاء . وهنا استذكر موقف الشيخ قبل عشرين سنة حيث رفض اعطاء هذه الفرصة للحكومة آنذاك وحجب الثقة عنها مخالفاً بذلك رأي اخوانه وها هو اليوم يقوم بنفس العمل ويخالف رأي اخوانه الذين مازالوا يكنون له كل الحب والتقدير ويذهب باتجاه اخر وعلى الملأ ، طبعا يحق لكل انسان ان يتخذ القرار الذي يراه مناسباً خاصة بعد ان يتحلل من اي ارتباط جماعي او حزبي ، ولكني هنا اذكر بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :- " (احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما)" فخصوم الامس اصبحوا اصدقاء اليوم واصدقاء الامس اصبحوا خصوم اليوم والحياة مدرسة للحكومة والمعارضة.
سالم الخطيب