زاد الاردن الاخباري -
العرب اليوم - معاذ عصفور
مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات النيابية برزت ظاهرة جديدة في محافظة البلقاء وهي تعرض لافتات المرشحين المصنوعة من القماش والتي غطت مختلف شوارع المدينة واحيائها وحولتها الى بحر من القماش الابيض خصوصا ذات الحجم الكبير والعريض التي تعرضت للتقطيع والازالة وذلك تزامنا مع موسم قطف الزيتون لاستخدامها بديلا عن الشوادر البلاستيكية التي تباع في محلات الادوات الزراعية ومحلات مواد البناء.
وفي ساعات متأخرة من الليل رصدت العرب اليوم مجموعة من الشبان يستقلون احد البكبات وبرفقتهم عدد من الاطفال يتسلقون الاماكن المرتفعة واعمدة الهاتف والاشجار لتقطيع لافتات المرشحين العريضة والتي يختارونها بعناية اذ يركزون على النوع السميك منها وحتى الحبال المربوطة فيها فانهم يستولون عليها.
تصرفات هؤلاء الشبان والاطفال لا توحي بانهم يهتمون بالانتخابات او يعيرونها اهتماما او يدعمون مرشحا ضد اخر حيث انهم وكما يبدون مزارعين مرهقين من العمل في المزارع.
ولدى سؤالنا لهم عن سبب هذا التصرف المخالف للقانون والتعليمات رفضوا الحديث اولا الا انهم سرعان ما بدأوا بالاجابة تحت ضغط الاسئلة والاستغراب فقالوا انهم يقومون بتقطيع اليافطات من اجل خياطتها بعضها ببعض واستخدامها لجمع الزيتون بعد قطفه ولوضعها تحت الاشجار اثناء عملية القطاف مشيرين ان هذا العمل يوفر عليهم شراء شوادر جديدة من المحلات.
واشاروا انهم يفضلون اليافطات العريضة وغير المثقبة التي تأخذ منهم وقتا لترقيعها وصيانتها فيما يستخدمون حبال اليافطات في خياطتها مع بعضها بعضاً وفي خياطة اكياس المحصول وتربيطها.
اما اللافت فيما يقوم به هؤلاء الشبان فهو انهم واثناء تقطيعهم لهذه اليافطات فانهم ينتقدون محتواها من عبارات حيث قال احدهمنحن نعلم ان الشعارات كلها حكي في حكي وان المرشحين بعد فوزهم سيغادرون المدينة ويغلقون هواتفهم وان المجال الوحيد للاستفادة منهم هو الحصول على لافتاتهم
ويضيف عدد من هؤلاء الشبان انهم لم يجدوا ان واحدة من هذه اللافتات قد طرحت شعارا واحدا لحل قضايا القطاع الزراعي المدمر في هذه المحافظة - حسب وصفهم - والذي يعاني الامرين سواء من ارتفاع كلف مستلزمات الانتاج او ارتفاع اسعارالايدي العاملة مع عدم وجود اي شعار لحلها لان جميع المرشحين غايتهم مصالحهم الشخصية وليس مصالح ناخبيهم.
واكدوا انهم ليسوا المزارعين الوحيدين الذين يقومون بهذا الفعل فهناك مزارعون اخرون من عدة قرى يقومون بذلك مبينين انهم سيستغلون عطلة يوم الانتخابات لقطف ثمار الزيتون وانهم لن يشاركوا في الانتخابات لان الامر لا يعنيهم ولان سعر تنكة الزيت والذي وصل هذا العام الى 75 دينارا يغنيهم عن المشاركة.
حديث المزارعين هذا استرجع في الاذهان الشرائح الاجتماعية من المواطنين التي ستقاطع الانتخابات لهذا العام بقرار منها او لظروف اخرى ومنها جبهة العمل الاسلامي والاخوان المسلمين وحجاج بيت الله الحرام وعدد لا بأس به من الاحزاب والسؤال المطروح الان هل اخذت الحكومة في بالها هذه الشريحة وهل ستقوم باضافتها الى شريحة المقاطعين? ام انها ستتجاهلهم وتحديدا في هذه المحافظة التي يوجد فيها اكثر من 800 الف شجرة زيتون ويتركز اغلبها في مناطق غرب السلط وقرى العارضة ومساحة الاراضي المستغلة في زراعتها 121 الف دونم وبلغ انتاج الزيت فيها اكثر من 1200 طن سنويا.
يذكر ان عدد الناخبين الاجمالي في المحافظة يبلغ 191636 منهم 100779 في الدائرة الاولى / قصبة السلط و 21114 في الدائرة الثانية /لواء الشونة و 25527 في الدائرة الثالثة / لواء دير علا و 44216 في الدائرة الرابعة /لواء عين الباشا.