زاد الاردن الاخباري -
بعد ست سنوات على استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي احيا الهوية الوطنية الفلسطينية واخرجها من بين ركام النكبة والنكسة وخلافها من الازمات والحروب لا زال ارشيفه الامني الذي تركه في تونس يشكل قنبلة موقوته وفقا لتعبيرات موقع ديبكا الناطق باللغة العبرية .
وادعى الموقع المذكور ان ياسر عرفات احد تلامذة الزعيم الروماني، السابق شاوشيسكو ،ورئيس جهازه السري "غنال ايرن فافتشيه" في مجال المخابرات خاصة وان الشخصيتين المذكورتين، نالتا ثقة عرفات المطلقة لدرجة ان العاصمة الرومانية ،بوخارست شكلت ابان حكم شاوشيسكو المكان الوحيد في العالم الذي يمكن للزعيم عرفات ان يتصرف فيه بحرية خاصة في المجال الشخصي .
و حسب الموقع فقد تعلم عرفات من شاشيسكو وجهازه الامني المعرفوف بالاختصار DIE مبدأ استخباراتيا مهم مفاده ان جمع معلومات استخبارية عن الشخصيات العالمية وحياتهم الشخصية يشكل قوة استراتيجية، وانه بناء عليه عملت المخابرات الفلسطينية وبمختلف اشكالها منذ تأسيسها 1966 على جمع معلومات استخبارية، وشخصية عن رؤساء الدول العربية والاسلامية ،ورجال السياسة والاقتصاد ،والجيش والعلوم في هذه الدول اضافة الى معلومات تتعلق بشخصيات دولية رفيعة المستوى ،وبأفراد عائلاتهم ايضا وذلك الى جانب عملها الاساسي المتمثل بجمع المعلوات المتعلقة باسرائيل ،وارشف علاقات بمساعدة جيش من المعاونين وسيل المعلومات المتدفق في ارشيف شخصي، يخضع لادارته المباشرة حتى بعد اتفاقيات اوسلو قرر عرفات ترك الارشيف الخطير في تونس خشية قيام اسرائيل بالسيطرة عليه .
وخضع الارشيف وفقا للموقع العبري المذكور حتى شهر اب 2009 لادارة ابو ماهر غنيم الذي عارض اتفاقية اوسلو وانضم لمجموعة من القادة الفلسطينين الذين رفضوا الانتقال الى الضفة الغربية وقطاع غزة .
وحين حضر ابو ماهر غنيم الى الضفة الغربية، للمشاركة في مؤتمر فتح استغل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي غيابه وامر اجهزته الامنية السرية السيطرة على الارشيف مجرد مغادرة ابو ماهر لتونس وعدم اعطاء اية شخصية فلسطينية اخرى متواجدة في تونس فرصة الوصول اليه " الارشيف " .
واضاف الموقع :انه خلال شهر ديسمبر الماضي اجرى الرئيس محمود عباس عدة اتصالات مع الرئيس التونسي في محاولة لاقناعة بالموافقه على نقل الارشيف من تونس العاصمة الى رام الله لكن التبريرات التي ساقها ابو مازن مثل قوله بان الامر يتعلق بتراث تاريخي فلسطيني يؤسس للاستقلال الفلسطيني لم تقنع زين العابدين .
ووصل خلال الاسابيع الماضية العاصمة التونسية وفد فلسطيني التقى بالرئيس بن علي وقدم له حل وسط يتمثل بتمكين الفلسطينين من تصوير محتويات الارشيف فيما تحتفظ تونس بالنسخ الاصلية لكن الرئيس التونسي رفض التعاطي مع هذا الاقتراح وحتى يبدي بعض الاحترام على رفضه المطلق قال لاعضاء الوفد بان الوحيدة التي ربما تمتلك بعض حقوق الارشيف هي زوجة عرفات " سهى" ويبدو ان الرئيس التونسي يعرف جيدا ما يتحدث عنه حين طرح اسم زوجة عرفات فهو يعلم بان الرئيس عباس اتفق وسهى عرفات عام 2005 بعد عام واحد من وفاة الزعيم الفلسطيني على منحها 80 مليون دولار سنويا مشروطة بأمرين هامين الاول عدم افصاحها عن اية اسرار تتعلق بحياتها مع ياسر عرفات فيما يتمثل الشرط بموافقتها على العيش في المنفى الدائم بجزيرة مالطا حيث تمتنع عن مغادرتها ،وهذا ما وقعت عليه سهى عرفات وبمعنى اخر فان سهى عرفات لا تستطيع الحضور الى تونس لاستلام الارشيف لانها بهذا تكون قد اخلت بشرط المنفى المنصوص عليه في الاتفاق الموقع مع الرئيس عباس ما يعني حرمانها من المبلغ المذكور والحديث للموقع العبري .
معا