زاد الاردن الاخباري -
أثار اتفاق "استانا 4"، المتضمن إنشاء 4 مناطق آمنة على الأراضي السورية، مخاوف أمنية أردنية، خاصة أن المنطقة الآمنة الرابعة ستكون قريبة من الحدود الأردنية، ما دفع الحكومة الأردنية لإعادة دراسة المشهد الأمني للحدود الشمالية، المحاذية للجنوب السوري، في ظل توقع نزاع مسلح، قد ينشأ بين ميليشيات إيرانية أو قوات النظام مع لواء خالد بن الوليد التابع لتنظيم "داعش".
وكانت مصادر رسمية قالت إن الأردن "ليس طرفا باتفاق "استانا 4 السوري" بخصوص المناطق الآمنة"، ولكنه يدعم كل الجهود لحل سياسي في سورية. وأشارت المصادر قبل أيام "أن ما يهم الأردن بشكل أساسي، أمن حدوده وسيحميها ويحمي مصالحه". كما أكدت أن وقف التصعيد والأعمال القتالية في سورية مصلحة استراتيجية أردنية.
ويرى الخبير العسكري واللواء المتقاعد الدكتور فايز الدويري أنه يوجد 4 مناطق آمنة، اثنتان منها بعيدة عن الحدود الأردنية، والثالثة قريبة نسبيا، لكن الرابعة الواقعة في درعا والقنيطرة يدخل موقعها في الحسابات الأردنية بصورة جادة، لأن تداعياتها تنعكس سلبا على الأردن من عدة نواح، أبرزها وجود لواء خالد بن الوليد التابع لتنظيم "داعش" في حوض اليرموك القريب من الحدود الأردنية.
ويشير الدويري إلى احتمالية حدوث مواجهة عسكرية بين تنظيم لواء خالد بن الوليد، "ربما من خلال فصائل المعارضة المسلحة في سورية والمحسوبة على الأردن، أو مواجهة مع ميلشيات وقوى مقربة من إيران، مثل حزب الله، أو الحرس الثوري الإيراني ذاته، ويمكن أن تقاتله قوات النظام مدعومة بميليشيات مقربة منه"، ويتوقف الدويري عند حقيقة أن هذه الاحتمالات تفتح الباب لأن يصبح حزب الله والحرس الثوري الإيراني على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الأردنية.
كذلك الأمر بالنسبة لتنظيم "فتح الشام" الذي تنتشر عناصره بمحيط درعا، والذي ينطبق عليه نفس الشيء، بحسب الدويري، والذي يتساءل "هذه التنظيمات.. من سيقاتلها؟ وما هي درجة التهديد والخطورة التي ستواجه الحدود الأردنية؟".
ويخلص اللواء الدويري إلى أن الأردن "معني بخفض منطقة التصعيد الجنوبية في سورية، ما يملي عليه احتمالية المشاركة عبر مراقبين في إدارة نقاط المراقبة والتفتيش والعبور المستقبلية، في حال كانت هناك عودة طوعية للاجئين" لبلادهم.
وعلى الصعيد التركي الإيراني، يعتقد الدويري أن تركيا "ليست لها أطماع في سورية"، فتواجدها في ريف حلب في منطقة درع الفرات، "وهي لا تشكل اي خطورة على الأردن"، بينما يرى أن "التواجد الإيراني وميليشياته في الجنوب السوري، يشكل خطرا، "فربما تحاول إيران إحداث تغيير ديمغرافي لصالح الشيعة أو تعمل على نشر التشيّع، وهذا يشكل خطرا على الأردن" بحسب تقديرات الدويري.
إلا أن الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمود ارديسات يخالف الدويري في تقييم "الخطر الإيراني"، وقال "لا يوجد مشكلة للأردن في أن تكون هناك مناطق آمنة، بالرغم من أن الأردن أعلن انه ليس طرفا باتفاق استانا 4، ومن هنا ليس للأردن موقف واضح أو معلن حتى هذه اللحظة".
وأضاف ارديسات أن الأردن "لديه تخوف من وجود ميليشيات إيرانية أو طائفية قريبة من حدوده، بالرغم من أن إيران أحد الضامنين للاتفاق بإنشاء مناطق آمنة"، لكنه اعتبر أنه ليس بالضرورة أن تكون هناك قوات إيرانية في المنطقة الجنوبية، "ودبلوماسية الأردن مع روسيا ربما توصل إلى تفاهم لضمان عدم وجود ميليشيات إيرانية في المنطقة الجنوبية".
وحول احتمالية الاشتباك المسلح عند انشاء مناطق آمنة، قال ارديسات إن التنظيمات الإرهابية (داعش والنصرة) غير مشمولة بوقف إطلاق النار، لذا فهي غير مشمولة بالمناطق الآمنة "وسيبقى كلا التنظيمين تحت التهديد من قبل القوات الروسية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية".
ويتحفظ الأردن على المنطقة الأمنة الرابعة، لانه "متخوف من ان تكون المنطقة غير مغطاة جيدا، وتصبح ملاذا آمنا لتنظيم جيش خالد بن الوليد" التابع لـ"داعش"، ويرى ارديسات أن هذه المنطقة "تعتبر شاسعة، لا يمكن أن يتم السيطرة عليها، والأردن لا يريد أن تمتد نزاعاتها إلى داخل الحدود الأردنية".
ويؤيد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية مروان شحادة الخبير العسكري الدويري بشأن ضرورة حماية المنطقة الآمنة، وقال إنه "إذا كانت حماية المنطقة من خلال الحرس الثوري الإيراني أو ميليشياته، فهذا سيشكل خطرا على الحدود الأردنية، وذلك في حال اشتباكها مع جيش خالد بن الوليد، فربما يضطر سوريون للجوء إلى الأردن في حال النزاع المسلح". كما يخشى الأردن من ردات أو اهتزازات من قبل تنظيم جيش خالد بن الوليد نحو الأردن ودوره في هذا الاتفاق، بحسب شحادة.
الغد