الخطاب الملكي السامي في البحر الميت أمام جمع من أبناء
الوطن القادمين من كل أنحاء المملكة والذي حرص جلالة الملك
من خلاله على التواصل المباشر دون حواجز وبشكل مباشرة وبعيدا\"
عن لغة البرتوكولات والتي مازال البعض من مسئولينا يتمسك
بها ويعمدها ويعتبرها احد أهم سمات المنصب الرسمي الذي يكلف به وينظر
إلية على أنة تشريف له ولأسمه ولعائلته من بعده ..
هذا النهج الملكي والذي يحضا بالتقدير الشعبي الكبير
ويزيد في تعميق وترسيخ الروابط الأزلية التي تم نسجها
بالدم و بمشاعر الحب والإخلاص والوفاء للعرش الهاشمي ،
الذي أصبح صمام الآمان الذي يحفظ للأردن كيانه وكينونته ويعزز
لحمة هذا البلد وتماسكه والذي تعرض وما زال إلى عواصف وهبات عاتية من
الأحداث الجسام و الكوارث التي حلت ب المنطقة وهي من حول الأردن ، بل ان
الأردن بحكم موقعة الجغرافي وارتباطه مع دول وشعوب المنطقة والتي نحن جزء
منها جعل من الأردن في بؤرة الأحداث ومتأثرا\" بها شئنا ام أبينا ، بل لا أغالي أذا ما قلت أنة في كثير من الأحيان يتأثر أكثر مما تتأثر بة الدولة او مواطني تلك الدولة التي تعرضت لتلك الكارثة تماما\" كما يحدث اليوم بالعراق الشقيق وما دفع الأردن من ثمن باهظ نتيجة لكل
ما حل بهذا البلد الشقيق يضاف لكل هذا ، مشكلات الأردن الداخلية والمتمثلة بشح إمكاناته بالثروات الطبيعية والرقعة الزراعية المحدودة وتغيرات
المناخ والزيادة السكانية سواء منها الطبيعية او ما هو نتاج
للهجرات المؤقتة والدائمة للشعوب التي تتعرض دولها لأحداث
معينة تؤدي بهم إلى النزوح واللجوء الى الأردن بحثا\" عن الأمن
والآمان وهي واحده من أهم سمات الأردن والتي انعم
الله بها على هذا البلد بفضل وعي و حكمة قيادته وطريقة تعاطيها مع الأحداث بما تستحق من مواقف مع الحفاظ على الثوابت الأردنية كجزء من أمتها العربية .
كما و يعود الفضل لأجهزتنا الأمنية وهي العين التي لا
تنام والتي حضت بدرجة عالية وكبيره من التدريب والخبرات
والتي أصبحت سمة من سماتها ، هذه المؤسسات الوطنية المشهود
لها بالكفاءة والاقتدار في حماية الأردن وشعبة كما أن لوعي
مواطنينا والذين عركتهم التجارب وتفهمهم للظروف المحيطة ببلدهم وصدق
انتماءهم وهذا لا ينفصل عما وصل إليه الأردنيون بالمستوى التعليمي الذي
يتميز بة أبناء الأردن حتى أصبح هذا المواطن يشكل احد أهم ثروات الوطن .
فعلى الرغم من كل المعوقات الكبيرة والتي تنوء عن حملها
الجبال وتعجز عن المقدرة في التعاطي معها اكبر الدول
وأقواها من حيث الإمكانات في كل المجالات وعلى كافة
الأصعدة ، إلا ان الأردن ، والذي استطاع بفضل الله أولا وقيادته
ثانيا\" من تجاوز كل تلك المحن والنهوض المرة تلو الأخرى من تلك الكبوات والمحن .
هذه القيادة الفذة والتي تستحق كل الإجلال والتقدير
والاحترام وهي التي حازت بكل جداره والتي تتبادل الثقة مع
شعبها كانت هي الأحرص دوما\" على ان يكون ذلك
الترابط فيما بينها وبين شعبها لا بالتخويف والترهيب وفرض الطاعة بالعصا بل هي طاعة الحر للحر فالأردنيون أهل نخوة وأنفة أما الهاشميون
فهم المظلة والبيت الجامع للأمة وهم حملة لواء الحرية وإخراج الناس من
الظلمات إلى نور الحقيقة والحياة الفضلى .
لذلك تدرك قيادة هذا البلد وهي التي ما فتئت أن تؤكد
دوماً أن منعة الأردن وقوته تكمن بهذا التلاحم والترابط بين
الحاكم والمحكوم وعلى هدي من هذا النهج القويم الذي أصبح
ميزة هاشمية وأردنية . جاءت كلمات سيد البلاد الى ممثلي الشعب
لتؤكد هذا النهج لتعطيه دفعة نحو الأمام و تفتح الآفاق من جديد وتجدد
العزيمة والعزم في هذا الشعب وتحثه على النهوض من والانطلاق نحو المستقبل
بكل الثقة والطمأنينة نحو أردن قوي ومتماسك وعصي على كل ضامر له بالشر من
أعداء الحياة ومن المتلاعبين بقوت هذا الشعب ، وهم أعداء الداخل والذين
لا يقلون خطرا\" عن أي خطر خارجي ، فجلالته كان واضحا\" وصريحا\" بتوجيهاته
السامية والتي لا تقبل التأويل والتلاعب بكلماتها فهي تدعوا إلى
الثبات والعزيمة والقوه في مجابهة التحديات التي تواجه الأردن وعلى رأسها تحديات الداخل والمتمثلة في وضع مصالح الوطن على سلم
الأولوية وتحسين مستوى العيش للمواطن في منظومة كاملة من الشفافية
والعدالة والمساواة بين أبناء الوطن والتخلص من المعوقات التي تبطئ
عجلة التقدم والسير نحو الأمام بخطى متسرعة وعلى أسس ممنهجه ومدروسة
وفي اطر زمنية محددة وواضحة المعالم . فكان حديث جلالة
تأكيد على الثوابت الأردنية المتمثلة بالأردن القوي العزيز بنظامه
ومؤسساته ومواطنيه وحضارته وتاريخه ومواقفه الوطنية المشهود
لها عبر التاريخ . . فهو حديث ملكي من القلب إلى القلب ..