زاد الاردن الاخباري -
منذ عودة الحياة النيابية نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وفنانو الكوميديا المحلية يحرصون على محاكاة أجواء "الموسم الانتخابي"، وتجسيد صورة من وحي الواقع للنائب الذي يسرفُ في الوعود، بإطار كوميدي يتضمن كثيرا من النقد.
مثل تلك الأعمال ظهرت بداية التسعينيات عبر مسرحيات الثلاثي:"هشام يانس، ونبيل صوالحة، وأمل الدباس"، وبعض الحلقات الدرامية في مسلسل "أهلا نبيل وهشام".
وعلى مدى السنوات الماضية استمرَّ "النقد الفني" للسلبيات التي ترافق الحملات الانتخابي، وهي تكونُ، وفق الفنان الكوميدي موسى حجازين "مستمدة من نبض الشارع الأردني ومن مشاهداته اليومية".
حجازين يلفت، في السياق ذاته، إلى أن تعاونه مع الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي حيث يتم التشاور بينهما في طرح قضايا تهم المواطن الأردني منها أجواء الانتخابات النيابية، وما يحيط بها من مواقف من قبل المرشحين اتجاه المواطنين قبل وبعد الانتخابات.
ويذهب حجازين إلى أنَّ "الواقع غزير بالمشاهد والأفكار التي تتناول المشهد الانتخابي في الوطن، والمواقف التي يتعرض لها المرشح والمواطن معا"، منوها إلى أنه يقوم بتسجيل ملاحظاته حول ما يراه ويشاهده من مواقف من خلال شخصية "سمعة" و"أبو صقر"، ومن ثم توظيف ما تتم مشاهدته.
في "سكيتش" قدَّمه حجازين العام الماضي لتلفزيون الأردن، وكتبه الزعبي وهو بعنوان "الطبخة النيابية"، يتفاجأ "سمعة" أنَّ صديقه "أبو صقر" قرَّرَ الترشّح للانتخابات، فيقوم أبو صقر بطمأنة سمعة شارحاً له وجهة نظره كمرشّح: بأن الانتخابات ليست إلاّ "طبخة"، وأن كل المتنافسين ما هم إلاّ "طبّاخون".
ويبين حجازين كيف يبدأ أبو صقر بتحضير المواد ويشرح طريقة التحضير:"شوف يا سمعة، نأتي بطنجرة الانتخابات، في البداية نضع المرشح في قاع الطنجرة، لأن المرشح يجب أن يكون متواضعاً، يتحمّل الجميع، وتحت الجميع، وبخدمة الجميع.. ثم نضع فوقه الشعب حتى يتغطى تماماً لأن الشعب يجب أن يكون على رأس المرشح، كيف لا وهو غطاؤه وستره وهو الداعم وهو الموصل، ثمَّ نرشّ قليلا من بهارات الوعود والإرضاء والبيانات الانتخابية، بعدها نغمر الخليط السابق بكوب رابط القرابة حتى يمتزج النائب بالشعب وتشرب الناس الوعود، ثم نتركها على نار الوقت الهادئة إلى آخر ساعة في التصويت..عند النتائج، يا سمعة نقلب الطنجرة؛ فيصبح النائب فوق فوق، والشعب تحت، وبهذا تنتهي الطبخة".
وبينما يجدُ الفنان حسين طبيشات أنَّ المواطنَ الأردني أصبحَ يُدركُ المعايير التي ينتخبُ من خلالها المرشح الذي يستطيع تمثيله، ويكون النائب الذي يضعُ مصلحة الوطن والمواطن من أولويات برنامجه.
ويؤكد طبيشات أنَّ دور الفنان "نقل نبض الشارع"، منوها إلى أنه يقدم "اسكيتشات" إرشادية للمواطنين عن كيفية اختيارهم للنائب الذي يقدم خدمة الوطن والمواطن على مصالحه الشخصية.
ورأى طبيشات أن المواطن الأردني أصبح يمتلك الوعي الكبير في عملية الانتخابات، وأصبح يفرق بين المرشح الذي يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن، فهو يرفض المرشح الذي يدير ظهره بعد أن يصل إلى قبة البرلمان، منوها إلى ضرورة انتخاب المرشح الذي يمثل الشعب بشكل حقيقي.
الفنان محمود صايمة قدَّمَ مسرحية "العلم نور" التي جسَّدت الأجواء الانتخابات النيابية في الأردن، قدَّمَ من خلالها شخصية المواطن البسيط، وفيها كذلك شخصية المرشح بمشاهدات يومية ترصد شعاراته المباغتة في الطموح مثل "تحرير القدس".
ويلفت صايمة إلى أطروحات أخرى لبعض المرشحين وهي "شبح لكل مواطن"، مبينا أن الصورة التي تم التركيز عليها كيف يكون المرشح أثناء الانتخابات صديقا حميما وحملا وديعا للجميع، وبعد الانتهاء لا تشاهده أبدا، ما يدل برأيه على "عدم مصداقية ما يطرحه في الانتخابات".
الغد