زاد الاردن الاخباري -
برز خلاف دبلوماسي أميركي- إسرائيلي، أمس، أثناء التحضير لزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى فلسطين المحتلة المقررة في 22 من الشهر الحالي، وذلك عندما اعتبر البيت الأبيض أن حائط البراق، بالمسجد الأقصى المبارك، "فلسطيني وليس إسرائيليا".
وطلبت الحكومة الإسرائيلية من البيت الأبيض تفسيرا لقول دبلوماسي أميركي، يُعد لزيارة الرئيس ترامب للقدس المحتلة، إن حائط البراق، في المدينة القديمة بالقدس، جزء من الضفة الغربية التي تحتلها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وجرى الإعلان عن الموقف الأميركي خلال مباحثات طاقم القنصلية الأميركية في القدس المحتلة مع مندوبي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول ترتيبات الزيارة المقبلة، وذلك حينما قال نائب رئيس الطاقم في البيت الأبيض، جو هيغيين، رئيس البعثة، أنه بالنسبة للإدارة الأميركية يقع "حائط البراق ضمن الأراضي الفلسطينية وليس الإسرائيلية، وعليه فلا سلطة لإسرائيل عليه".
من جانبه؛ قال خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، إن "ما صدر عن البيت الأبيض يعدّ تثبيتاً لحقيقة أن حائط البراق إسلامي، وهو الأمر الذي اعترفت به عصبة الأمم منذ العام 1930".
وأضاف الشيخ صبري، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "ما يقوم به الاحتلال ألإسرائيلي تزييف للحقائق وتزوير للوقائع الفعلية"، داعيا "الدول الأجنبية، غير الإسلامية، إلى تثبيت هذه الحقيقة".
وأعرب عن أمله "من الوقوف الدولي إلى جانب أصحاب الحق وهم أهل فلسطين"، باعتبار الموقع إسلامي وجزء أصيل من الحرم القدسيّ الشريف.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتبر حائط البراق، الذي تزعم بتسميته "حائط المبكى"، أقدّس موقع بالنسبة لليهود في العالم أجمع، بزعم اعتباره آخر ما تبقى من هيكل الملك سليمان.
إلى ذلك؛ اشتد الخلاف بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي، طبقاً للصحف الإسرائيلية، حينما جرى إبلاغ الجانب الإسرائيلي، خلال اجتماع تحضيري ثنائي، باعتزام ترامب زيارة حائط البراق، كإحدى محطات جولته، على أن تكون "زيارة خاصة"، بدون أن يكون مرافقا بأي مسؤول إسرائيلي.
وسارع نتنياهو بالإعلان عن مخالفة ذلك لموقف ترامب، بحسب تعبيره، بزعم أن الحائط تحت السيادة الإسرائيلية، حيث يعتبر الجانب الإسرائيلي بأن القدس بأكملها "عاصمة إسرائيل غير القابلة للتقسيم"، وهو زعم غير معترف به دوليا.
وأوضحت الصحف الإسرائيلية، عبر مواقعها أمس، أن "القنصلية الأميركية في القدس، طلبت من المسؤولين الإسرائيليين عدم التدخل في مسألة زيارة ترامب للحائط، مما أثار حفيظة المسؤولين الإسرائيليين الذين قالوا إنهم سيمتنعون عن تقديم المساعدة اللوجستية والتنظيمية والإعلامية خلال زيارة ترامب إليه".
ونوهت إلى "إحاطة السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون درامر، بالقضية، حيث سيتم مناقشتها مع الإدارة الأميركية والمطالبة بتوضيحات حولها".
ويأتي ذلك عشية استلام السفير الأميركي الجديد، ديفيد فريدمان، مهامه لدى الكيان الإسرائيلي، وهو المعروف بتأييده للاستيطان، ونقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، وهو الأمر الذي "قد يحتمل التأجيل، بتوقيع ترامب على تأجيل تنفيذ القرار ستة أشهر جديدة"، بحسب ما نقلته الصحف الإسرائيلية.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قد تبنت، يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2016، خلال اجتماع في باريس، قراراً يؤكد بأن المسجد الأقصى، بما فيه حائط البراق، من "المقدسات الإسلامية الخالصة"، ولاعلاقة لليهود به.
وما كان من الجانب الإسرائيلي حينها إلا أن علقّ كل نشاط مهني مع "اليونسكو"، تعبيراً عن رفضه للقرار، الذي لم يعترف بالتغييرات التي ألحقها الاحتلال بالأقصى والقدس المحتلة.
ويشار إلى عدم اعتراف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية المزعومة في شرقيّ القدس المحتلة، التي احتلتها أثناء عدوان عام 1967، ومن ثم أعلنت، في العام 1980، "القدس الموحدة"، بغربها وشرقها، عاصمة "لإسرائيل"، في خطوة لم تعترف بها الأمم المتحدة.
الغد