زاد الاردن الاخباري -
تواجه مرشحات في الطفيلة، كما في بعض محافظات المملكة، مشكلات عديدة نتيجة ترشحهن لمجلس النواب تفرضها سيادة الثقافة الذكورية في المجتمع، وأخرى تتعلق بالتمويل والدعاية الانتخابية وقناعات الناخبين بالتصويت للمرأة خصوصا التصويت من قبل المرأة للمرأة.
واعتبرت مرشحات أن العديد من المشكلات التي يفرضها الواقع الاجتماعي على المرأة يحد من إمكاناتها وتحركها، لجهة التجول الذي تتطلبه الحملات الانتخابية لكسب أصوات المقترعين، لمجرد كونها امرأة، وبالمقابل يقوم المرشحون بزيارات منزلية يكاد معها يقرع باب كل منزل في منطقته بكل سهولة ومن دون حرج.
وأضفن أن المجتمع الذكوري يضغط كثيرا وبشدة لجهة منع المرأة من الترشح، لاعتبارات العشيرة التي ترى أن ترشح المرأة للبرلمان يعتبر ضربا من ضروب الخروج على قداسة العشيرة وهيبتها، حيث لا تجد الرغبة في أن يمثل العشيرة امرأة ويعمل البعض من أفرادها على أن تتنحى المرأة جانبا لإفساح المجال أمام رجل من العشيرة يمثلها.
ويؤكدن أن المرأة التي تترشح للبرلمان تعاني من صعوبات تتعلق بالدعاية الانتخابية، حيث لا يمكن للمرأة أن تنشر صورها كجزء من دعايتها الانتخابية، لاعتبارات تقاليد المجتمع الذي لم يتعود أفراده رؤية صورة لامرأة في الأماكن العامة، فيما تنتفي الحاجة للصور كنوع من الدعاية الانتخابية، لكون المجتمعات الريفية يعرف كل من فيها الآخر، خصوصا إذا كان المرشح امرأة.
وبيَّنَ أنَّ الزيارات المنزلية تعتبر من الصعوبات التي تواجهها بعض المرشحات، حيث اعتاد المرشحون من الرجال أن يقوموا بمثل تلك الزيارات لكسب الأصوات، فيما تحجم العديد من المرشحات عنها، ولو اضطرت إلى ذلك فيكون برفقة جمع من النسوة أو مع شخص قريب.
ويعتبر تواضع الإمكانات المالية لأغلب المرشحات أكبر عائق يواجه المرأة في ترشحها للبرلمان، ما ينتج حملة دعائية متواضعة لا يمكن أن تضاهي الحملات الانتخابية للمرشحين من الرجال.
ويرين أن بإمكان المرشح الرجل أن يتدبر أموره المالية بسهولة، فيما أغلب المترشحين هم من ذوي السطوة المالية التي تمكنهم من القيام بحملات انتخابية قوية وبكلف مرتفعة.
ولخصن المشكلات التي تعترض المرأة المرشح تتمثل في ثلاثة جوانب مهمة، منها تواضع الإمكانات المالية للمرأة التي تنعكس سلبا على قدرتها في حملتها الانتحابية، وتغطية تكاليف الحملة من دعاية ونفقات نقل ونفقات أخرى ضرورية لسير الحملة، إلى جانب النظرة اجتماعية للمرأة على أنها ما تزال الحلقة الضعيفة التي لا يمكن الثقة بقدراتها، بسبب ذكورية المجتمع.
رئيسة الاتحاد النسائي في الطفيلة خولة الكلالدة ترى أن المرأة تواجه مشكلات حقيقية أثناء ترشحها للبرلمان؛ فإضافة إلى عدم قدرتها على تمويل حملتها الانتخابية بسبب عدم استقلالها ماليا وما ينجم عن ذلك من حملة دعائية متواضعة لها، ترى أنَّ العادات والتقاليد تعمل كحاجز قوي يقف أمام المرأة، حيث ما تزال رواسب الماضي لدى البعض تظهر الصورة النمطية عن المرأة.
وتؤكد الدكتورة سهام الخفش مستشارة التربية الخاصة في جامعة الطفيلة التقنية أن الإرث الاجتماعي الذكوري القديم، ما يزال يسيطر على المجتمع، لعدم ثقته بقدرات المرأة لأن تمثله في البرلمان وتحمل قضايا اجتماعية مهمة، لكون المرأة في اعتقاد البعض تحكمها الجوانب العاطفية أكثر.
وتضيف الخفش أن عاملا نفسيا يتمثل في الغيرة التي تحملها المرأة لشقيقتها المرأة تعتبر جانبا مهما يؤكد عدم التصويت للمرأة المرشحة، فيما تعتبر مشكلة تواجه أغلب المرشحات، إلى جانب كون الرجل يلعب دورا لا يقل أهمية عن باقي الأسباب، حيث يؤثر ذلك في كون المرأة مرشحة أو حتى في أحيان أخرى كناخبة.
الغد