ممدوح أبو دلهوم
[ ما زلنا مذ كنا وحتى يوم الناس هذا نردد وسنبقى ما قالته العرب بأن (لكل من اسمه نصيب)، فإذا كانت هذه المقولة صحيحة وهي لكذلك بالقطع، فهي إذن لكن وبقياس أكثر سمواً وأكثر تخصيصاً تنطبق على رموز وقادة أو سادة، من أولئك الذين وهبهم الله كاريزما السيادة والقيادة في دوائرهم الشعبية أو وحداتهم المجتمعية، إذ هم الذين يفعلون ما يقولون أو بحسب المفكر الراحل منيف الرزاز، ممن اختط واحدهم منهجاً أن يفعل ما يبغي لا أن يبغي ما يفعل وحسب..
وفق بعض ذلك يتقدم الأستاذ سميح المعايطة الإعلامي والناشط والمثقف المعروف، كنموذج مطابق من حيث أن دائرة السماحة في اسمه المقدر والموقر في آن معاً، تشمل أو تستوعب أو تسمح كضربة لازم لتمام المعنى، أن يدور في فلكها الرحب من قيم الدماثة والتواضع وسعة الصدر، التي لا تستقيم إلا بتوأمها وأعني سعة الأفق مع قوة الحجة وطلاوة المنطق.
ولست هنا أسطح ما وراء أكمة هذا التسطير المتواضع، إن قلت أن كل أولئك، منفرداً ومجتمعاً.. فسيّان التقييم، قد يكون من منطلق أن تصح في الرجل مقولة العرب الأقدمين، بأن الله سبحانه قد منح سميحاً والأدق أسبغ عليه من نعمائه بأن أعطاه (بسطة في الجسم وأخرى في العلم) ..
غير أن الأهم وما يستحق وصف عبقرية القرار في تعيين المعايطة مستشاراً سياسياً لدولة الرئيس، ما يعني اكتشاف أن للحكومة/ للبلد نصيباً من اسم سميح إحالة نشموية لمقولة نصيب الإسم آنفاً، إذ أرى أبا عاصم أكبر من وزير أو وزير ضوء لا ظل لعدة وزارات لا وزارة بعينها، لا بل أن تعينه فور التشكيل كان كما الأيقونة الحارسة أو التميمة الحافظة لحراك حكومة الرفاعي التنفيذي قبل الإصلاحي..
بصراحة أقوى فإن رقماً صعباً من قماشة الصديق أبي عاصم المستند إلى تاريخ عريق، كان جديراً بجميع أبوابه العشائرية والحزبية والصحفية/ الإعلامية والثقافية والسياسية، استحق قرار تعيينه – وفي المشهد التعديل الأول على حكومة الرفاعي، فضلاً عن هذا الحراك الديمقراطي من بابه البرلماني الذي يضيء توجهاته السامية جلالة الملك حفظه الله ورعاه، أن يكون (ضربة معلم) من لدن دولة أبي زيد (شيخ الطريقة)، حتى أن كثيرين من مراقبين ومواطنين والكاتب منهم راحوا يهتفون غداة التعيين: (مدد يا رفاعي مدد) !، والأتباع والمريدون من عشاق الصوفية يدركون معي أي كرامات لِ(الطريقة الرفاعية).
أما عن دور المثقف في العمل الرسمي - وفي الإطار تجربة الصديق المعايطة، وهل ما زال صحيحاً منطوق النظرية الشمولية – وحتى الديمقراطية أيضاً (!) بأن المثقف في الأصل يجب أن يكون على يسار السلطة (؟!) فذلكم ما (لن) نخوض فيه مع الخائضين الحائرين بين بلح اليسار وعنب اليمين (!) الذين أشبعونا في مؤتمراتهم الترفية ركلاً تنظيرياً، لكن سادتهم من خارج الحدود النشمية كانوا دائما يفوزون بالإبل !!!]
Abudalhoum_m@yahoo.com