سألني أحد الشرفاء " لماذا توقفت عن الكتابة ؟
لم أكن اريده أن يسألني ، لأني إعتقدت أنه يجب أن يعرف الجواب !
هكذا أمضيت يومي حزينا ,انا أناظر بقايا أقلامي وحبري ورمزيتي الخائفة الوجله ،
هكذا تمضي أيامي كما الكتابة " موت معلن "
فهل أضحك وأقهقه !
نعم مطلوب ألا تكتب ،
فلا قارئ يريد الكتابة
ولا محلل ولا متفهم ولا جيل يقرأ ،
الكتابة مستهلكة ككل المستهلك السائد ،
حينها نقول ، " نحن في وداع الحروف "
نمارس الحزن ولا نغني نرتجف مع الجوعى والمحبطين والمنكسرين واللاهثين !؟
أولادنا لا يريدون أن نكتب ، ولا أحد يريد لنهر الحبر " أن يدفق "
كنا نظن الكتابة غدير يأتي بالربيع ويبلسم الجراح ، يعد بالمواسم هكذا إعتقدنا قبل أن يصبح التراب رماديا ويموت الإخضرار في موت الربيع ،
هكذا مات الربيع ؟!
هي الحروف مثل " كريات الدم الحمر " تحمل الحياه والاكسجين والسكر لكل خلايا الجسم ولا تبخل ولا تميز بين دماغ وجلد .!
الحروف حين تتوقف " تقف الحياة " وتشنق الرقبة ويعلن السياف الموت ، نعم هكذا نحن ميتون حين " لا نقول ولا نعبر !
ميتون نعم حين لا نصرخ ، صرختنا حتى ولو كانت الصرخة الأخيرة ،
هكذا حين نتوقف عن الكتابة ،
هذا هو المطلوب !؟
أن يكون القلم غصا " الراية البيضاء"
مستسلمون نحن وضارعون وخائفون .
نرتجف وترتجف الأيدي قبيل الإمساك بالقلم ،
ثم ما نفع الكتابة ،
ما نفع الشعر والأغاني على قارعة الطريق ، ما نفع أهازيج التسول والرقص أمام السياف القاتل والحطاب القادم يريد قتلا للبقرة والعجل ن يهلك الحرث والنسل ،
فكيف سنكتب ؟
Nedal.azab@yahoo.com