زاد الاردن الاخباري -
قضت "منى" يومها الأول من شهر رمضان المبارك خلف القضبان، بدل أن تجتمع مع أفراد اسرتها على مائدة الافطار.
"منى" اوقفتها الاجهزة الامنية الجمعة الماضية لوجود بلاغ ضدها كغارمة حصلت على قرض من شركة تمويلكم، ولم تسدده منذ عام 2013 .
قصة منى – وهو اسمها المستعار- يرويها والدها المكلوم الذي فجع بنبأ ايقافها في السجن خلال زيارتها زوجها المحبوس .
لم يتجاوز عمر منى "25" عاما ، واكتفت بتحصيلها الاكاديمي الاعدادي، تقطن في احدى قرى محافظة اربد ، ولديها ستة اطفال .
يعمل زوجها في بيع الهواتف المحمولة ، وألقت الاجهزة الامنية القبض عليه قبل عام بتهمة بيعه هاتفا مشبوها لأحد الاشخاص، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم وهو يقبع في السجن .
اضطرت منى في ظل الاوضاع المادية المعدمة التي تعيشها للجوء الى الاقتراض من احدى المؤسسات، واستطاعت اقتراض مبلغ 600 دينار ، لتسد فواتير الكهرباء والماء واجرة المنزل التي تراكمت عليها، وفق والدها .
وحينما همت بزيارة زوجها في السجن الجمعة 26/5 وهي اول ليلة من ليالي رمضان ، قدمت هويتها للدخول ، فإذا برجل الامن يخبرها انها مطلوبة للتنفيذ القضائي؛ بسبب المبلغ الذي اقترضته منذ 4 سنوات ولم تسدده .
وبذلك اصبح الام والاب يقبعان في السجون ، واطفالهما الستة بلا معيل لهم !! في ظل رفض ادارة السجن تكفيل الزوجة منى .
تلك حكاية من آلاف الحكايات لغارمات لجأن الى الاقتراض من المؤسسات المالية المخصصة لذلك، والتي كانت تعرض خدماتها بإلحاح على تلك السيدات .
صندوق الزكاة الاردني قررت تسديد القروض المرتبة على السيدات الاردنيات الغارمات ، وخصص نحو نصف مليون من مخصصاته المالية لإخلاء سبيل تلك الفئة ، وفق ما قال مدير الصندوق الدكتور عبدالله سميرات .
واضاف ان العمل جار قبل حلول شهر رمضان لاستلام الكشوفات من الجهات الامنية، وتحديد قيمة القروض المترتبة عليهن ، شريطة عدم ارتكابهن أي جنح جرمية .
وتمكن الصندوق من اخلاء ما يزيد على 150 حالة قبل شهر رمضان ، وما زالت الجهود المستمرة لإطلاق سراح المزيد من السيدات الاردنيات الغارمات قبل حلول عيد الفطر .
حملات عديدة اطلقتها مؤسسات المجتمع المدني على رأسها جمعية سنحيا كراما التي فتحت ابواب التبرع للعمل على اخلاء سبيل الغارمات الاردنيات .
وحملات اخرى اطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حمل إحداها اسم "نساء في السجون " يديرها الناشط حمزة حساني الذي اكد ان الحملة نجحت في اخلاء سبيل 71 امرأة اردنية ممن سُجِنَّ بسبب القروض .
وتمكنت المبادرة الشبابية من تسديد ديون الغارمات الموقوفات في السجون الاردنية على ذمة قضايا مالية، واخراجهن من السجون او منع سجنهن ، وذلك منذ بداية الحملة في 5 ايار الجاري.
وقال الحسامي ان الحملة نجحت ايضا في الوصول الى تسوية مع بعض الجهات، كتسديد جزء من المبلغ واعادة تقسيط المبلغ المتبقي، او الغاء جزء او كل الفائدة في بعض الحالات.
واشار الحسامي الى ان المرحلة القادمة للحملة ستستهدف النساء الغارمات التي تقترب ديونهن من 200 دينار ، وصدرت احكام قضائية بحقهن ، دون ان ينفذ الحكم بحقهن حتى اليوم.
وكانت الحملة استهدفت في بدايتها إخراج الغارمات الموقوفات في السجون الاردنية على ذمة قضايا مالية تقل عن 500 دينار، قبل بدء شهر رمضان المبارك.
وشدد الحسامي على ان القائمين على الحملة لا يستلمون أي مبالغ من المتطوعين والمتبرعين بشكل مباشر ، ويقتصر دور الحملة على التأكد من الحالات ومتابعتها وجمع المعلومات عنها ، وتبليغ المتطوعين بتفاصيلها ورقم حساب الغارمة لدى ادارة التنفيذ القضائي ، ليقوم المتبرع بالإيداع في حساب باسم السيدة مباشرة .
يشار إلى ان مؤسسة تضامن قالت ان عدد المقترضين من البنوك العاملة في الأردن 826362 مقترضا/مقترضة، منهم 157730 مقترضة وبنسبة 19.1%. في حين كان عدد المقترضين من البنوك حوالي 565 ألف مقترض شكلت النساء 19.2% منهم وبعدد 108554 مقترضة خلال عام 2014.
وتلفت "تضامن" الى وجود زيادة كبيرة بعدد المقترضات خلال عام واحد 2015 وصلت الى 49176 مقترضة وبنسبة 45.3%.
وقد بلغت القيم الإجمالية لقروض الأفراد 7.961 مليارات دينار، منها 6.662 مليارات دينار للمقترضين الذكور وبنسبة 83.7%، و 1.298 مليار دينار للمقترضات الإناث وبنسبة 16.3%.
السبيل