عبيــرعـدنـان القطـــب
أنت تسرق أحلامي حين تحبني كما يحب العاشقون ...
أنت تسرق أحلامي حين تراني بعيون الآخرين ...
أنت تسرق أحلامي حين تسمع وأنت معي أصوات المحيطين ...
أنت تسرق أماني حين تخشى الغد .. وتسرق الدفء مني حين تفكر فيما عساه أن يأتي أو يكون ...
يا صديقي إعلم أن الحب حالة عارضة كحمى تلتصق بأعضاءك ذات ليلة ، ثم ما تلبث أن تزول في الصباح ..
كنت ليلتها أشبه بغريق لاح له في الأفق بريق نجاة ، وعندها تلقفتني عيناك ، فألقيت بنفسي في قارب نجاتهما وإجتاحني الدفء فأغمضت القلب والعقل دونهما وسبحت في يمهما بكرى طفولي يشابه ذلك الخدر اللذيذ الذي يداعب جفني رضيع يحتوي العالم حين تحتويه ذراعي أمه ..
ثم كان أن أفقت فجأة على خوفك فزال الأمان وذهب ذلك الخدر اللذيذ ، وبقيت وحدي دون عينيك اللتين أكل بريقهما التردد .
وخفت بدوري بل هالني أن أواجه اليم ثانية دونك .. دون أن أحتمي بعينيك .. بذراعيك .. بقلبك المرتعش ..
وفي لمح البصر أصبحت كمحارب جرد من سلاحه .. كبحار سقطت جميع أشرعته .. كمريض رفعت عنه أجهزة التنفس ..
هكذا وفجأة وجدتني وجها لوجه مع الموت .. أو مع الحياة لافرق ..وقد تلاشى مركب نجاتك من أمامي وبقيت كلمة واحدة تصدح في الأجواء حولي .. كلمة قلتها فأردتني قتيلة وأردت مع جثتي كل ما ضمه الفؤاد من عشق لك .. كلمة لم تتجاوز الثلاث حروف وكأنها ثالوث الموت والخوف والإنكسار .. كلمة .. لكن ...
التي خرجت من بين أنفاسك المحمومة كبركان قنوط كوى بنيرانه كل ما جمعنا في لحظة ...