هذا ما حدث..
حاولت كما يقولوا لي دائما و كما ينصحني صديقي الطبيب بأن أخفف من \"عصبيتي\" الزائدة لكنني أقول لهم و لطبيبي: لا، هذه ليست عصبية زائدة فيجب أن أكون كذلك..
حتى لا تعجبوا سأخبركم عما أتحدث.
بعد أن أنهيت دوامي الطويل و الطويل جدا\" _الممتد من الجامعة إلى العمل_ و في طريقي إلى المجمع القديم مع أني لا أظن بأنه كان جديدا في يوم ما، و في شارع الجيش تحديداً و على أحدى الأرصفة التي ممرت عليها كان هناك رجل ملقى على الأرض وكان يبدو عليه إما الغيبوبة أو الموت..
لم استطع مغارة المكان حتى اعرف ما به لم اتمكن من مغادرة المكان حقا ، فكرت في أفضل ما يمكنني أن افعله خصوصا أن الرجل لا تظهر عليه علامات \"مفترشي الشوارع\" كما سمعت من بعض المارين عنه...
اخذت هاتفي المحمول و اتصلت بالإسعاف و اخبرتهم بالمكان و طلبوا مني أن أنتظرهم بالمكان ريثما يصلون و يعلمون المكان بالتحديد فوافقت ذاك الذي كان يكلمني عبر الهاتف..
و ريثما وصلوا كان قد مر من جانب ذاك الرجل ما يقارب العشر رجال لاحظوا..نعم انتم لاحظوا كلمة رجال..
ولم يحاول أحد أن يعلم ما به ، ربنا الله مر رجل حاول أن يوقظه بعد أن اعتقده نائما لكنه عندما لم يتحرك تركه و ولّى..
و تذكرت ايضا الاثنان اللذان فجرا بداخلي قهرا لا يوصف كنت أود لو لقنتهما إحدى ضربات الكراتية التي تعلمتها..
فما أن رأوه حتى حمل كل منهما هاتفه و ..
لا لم يتصلوا بالإسعاف..
بدأو بتصويره بكاميرات هاتفيهما..
ياللهول..!!
أهذا منظر يستحق التصوير...!!
كيف يرى الرجال و أود أن اؤكد على كلمة رجال منظرا كهذا و لا يفزون لمساعدة حالة كهذه..
أنقرضت الرحمة بقلوب البشر!!
أنا الفتاة لم استطع مغادرة المكن حتى وصلت سيارة الإسعاف و أقلته إالى المستشفى..
لم أجد من بين كل من مروا عنه رحيما فز لمساعدته..
لم أجد إنسانا..
هو كان ميت....
و هم ..
أهم ميتون؟؟..
لكن لن أقول إلا ما قاله سيد البشر محمد صلى الله عليه و سلم:
\"الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين\"...
مـــريم القرعـــان
mayamalquraan@gmail.com