غادر أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح ولم تتمكن جهوده وخبرته التفاوضية المعروفة في تغيير موقف الملك سلمان في ثني منحنى التصعيد الذاهب إلى هاوية السقوط المرعب لقطر ، ولم تتمكن الدبلوماسية النشطة الصمود إمام الغضب وحجم الملفات التآمرية التي فتحتها السعودية ، والمشكلة إن ممارسات قصر النظر وجنون العظمة والانفصام في سياسات قطر تجاه العالم العربي ، في دعم الانقلابات والجماعات الإسلامية في غياب سياسات رعناء ذات وجهين متناقضين غير أخلاقيين ، واستمرار الأمير ذو العود الأخضر في ممارساته الخاطئة ، وما هو الملوم لأنه لا يحكم فعليا إلا بقدر ضئيل جدا ، بينما يتنازع الحكم بين حمد الوالد الحاكم المخلوع وحمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق ذو النفوذ الداخلي في قطر والخارجي مع قوى ذات قرار واستخبارات دولية وإسرائيلية وعالمية ، فضلا عن الأموال الضخمة التي يمتلكها .
سياسات طويل العمر القطري لم تترك صديقا يغضي لها حينما حل الغضب في ممارساتها عبر عشرين عاما من دور مشبوه من الفتنة والتحريض ودعم الانقلابات ليس إعلاميا عبر الجزيرة فقط وإنما بالمال والسلاح والاستخبارات ودعم الجماعات من حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والقاعدة في العراق وجيش النصرة وداعش في سوريا ، وحماس في غزة مع وجود علاقات حميمية بإسرائيل من خلال مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في لب الدوحة ، وجماعة الإخوان المسلمون في الإمارات ومصر والأردن وليبيا وتركيا ، ثم يذهب تميم في خطوة استفزازية ليقبل رأس الشيخ القرضاوي في إشارة للاستمرار في سياسته ، وهو يعلم ان المطلوب وقف وطرد القرضاوي ومؤسستيه التي يديرها وصهره في الدوحة وتمارسان دعم حركة الإخوان وحركتها للانقلاب في الإمارات والسعودية والأردن ومصر . تأجلت زيارة سيدنا للكويت التي كانت مقررة بسبب طيران الأمير صباح لرأب الصدع ، عرض أمير قطر ترحيل الإخوان الى تركيا مع بقاء الدعم لهم ، ونقل الجزيرة لتبث بأسماء مالكين جدد من قبرص إلا انه لم يكن حلا مقنعا للرياض وأعلنت الرياض انتهاء الوقت الضائع ، لمنح قطر فرصة سابقة لم تكن منتجة ، فعاد الأمير صباح إلى الكويت ولم يواصل برنامجه الى قطر .
ينتظر في غضون الساعات القليلة قمة للثلاثي السعودي الإماراتي البحريني وآخرين في جدة ، وخطاب لتميم يتوقع إن يكون تصعيديا تأخذه العزة بالإثم .
الأردن لم يتعجل التصعيد في خطوة متريثة لانتظار المصالحة والتوصل إلى حل دبلوماسي يوقف التداعيات ويحول دون إحداث انقلاب من داخل الحكم في عائلة ال خليفة مدعوما عسكريا ، يقدم الحكم لأبناء العمومة على طبق من ذهب ، وقد كان لهم الحق في الحكم والشرعية واليوم سيعود كما بدا ، لكن لم يجد بدا من اتخاذ خطوات متقدمة ، وكان القرار الأردني مسكونا بحتمية التغيير في حكم قطر ، بينما يقفز إلى الذاكرة نتائج موقفه في أزمة العراق الكويت ، ومواقف قطر الداعمة للثورة في الأردن ودعم الإخوان ، وممارسات الجزيرة التحريضي بالدعوة الى فتن داخلية في موضوعات الديموغرافيا و أيلول الأسود ، وتشويه كبير مورس في حق الحكم في الأردن ، وموقفها المعارض بشدّة لانضمام الأردن لمجلس دول التعاون الخليجي .
جهزت الدول المحورية الحكم البديل بقيادة رجل الإعمال الدكتور سعود ين ناصر ال خليفة والذي انشق عن الاسرة الحاكمة ووجه اعتذارا عن ممارسات حكم قطر واتهامات للحكم القطري بانتهاج سياسات تستهدف شق الصف القطري ، صندوق قطر الاستثماري الخارجي التحريضي لن يفلح في وقف التداعيات ، واكاديمة التغيير التي يرأسها صهر القرضاوي هشام المرسي ومارست تعليم الثورات وخطوات العصيان المدني وإبراز بعض المعاني الرمزية كحمل المصاحف وإضاءة الشموع ودق الطبول وحمل الأعلام وتدريب الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لصالح الإخوان .
اعتقد ان خازوقا دق في جسد الحكم في قطر لن يقلع لتقترب ساعة الصفر كثيرا ف " عوّاس السم لا بد ان يتذوقه " .