ليس دفاعا عن محور او تكتل او تجمع بل تبيان الحقيقة التي لا يمتلكها احد ،بل هي فقط ظواهر و دلائل وأحيانا ادلة.
الموقف المتخذ من تكتل الأنظمة الرسمية متأخر ببعض الخطوات زمنيا مع أنه قد اتخذ من وقت سابق إلا أن الإنتظار كان مرتبط و مرهون بالموقف الدولي وبخاصة الموقف الأمريكي.
مشروع التمكين الإجتماعي و الذي اعتمد أساسا على قوتين شعبية و عسكرية و على ادواة مالية و إعلامية لتحقيقه.
قبل الربيع العربي كانت الحالة الشعبية في أقطار الوطن العربي كافة تنذر بضرورة التغيير العام وخاصة مع بداية الأزمة الديمغرافية في عموم المجتمعات العربية.
محور قوة المشروع مشروع التمكين كانت قد تشكلت ما قبل بدء التنفيذ و التشكيل ضمن اصطفاف إقليمي مع التغيير في العالم و ظهور قوة الاتحاد كبديل القطب الواحد وكانت اوروبا الخطوة الأولى في هذا الصدد.
ايران و تركيا و قطر الثلاثي الذي شكل تحالف إقليمي و التحق به بشار الأسد و لم تعتبر حكومة العراق جزء منه بل كيان يمثل إيراني.
الخلاف كان بين ايران و تركيا و يحتاج للوقت فقط كون إيران لم تكون جزء من قوى الإعتماد المباشر في مشروع التمكين لكنها حاولت ان تقي نفسها من ريح التغيير وأيضا استغلال القوة الإقليمية لتمرير مصالحها وبخاصة ابتلاع المنطقة وتفريسها،ولأن السعودية عقل التكتل الرسمي المحافظ فهي هدف سهام الفرس و تكتل القوة الإقليمية.
اختلفت تركيا مع إيران في العراق و تأزم الخلاف في سوريا،و دولة قطر بقيت على مسافة متساوية مع الدولتين ومع ان الثورة السورية ميدانيا تصنف قطر وإيران كدولتين ضد و متناقضتين إلا أنهما في تنسيق سياسي و ميداني و اضح.
أمريكا تخلت عن مشروع التمكين و استبدلته مرغمة بشروطها لاعتماد النظام الرسمي التقليدي مع الجيش كحافظ للمصالح و الانضباط الذي يأتي فهما وسلوكا تبعية شعبية ورسمية مطلقة.
تركيا و بعد الانقلاب الفاشل و الممول امارتيا بدأت بطرح نفسها قوة إقليمية ذات نظام شمولي مسيطر بعنوان ديمقراطي.
ايران لها مشروعها التوسعي و تحتاج دولة قطر للتمويل والاشتراك بذات الغاية وهي استهداف السعودية وإسقاط نظامها.
استطاعت فضائية الجزيرة الأداة الإعلامية لمشروع التمكين من تلميع وجه تركيا وإيران وكل الحلفاء وحتى ادواتهم.
فرض التغيير على قطر من القوة الإقليمية الرسمية المحافظة،و كان التغيير بشكله أساسي و بمحتواه صوري،واليوم تجيئ خطوات التغيير بعد تبني الإدارة الأمريكية رسميا لمشروع مخالف لمشروع التمكين و هو مشروع حفظ المصالح من خلال نظام رسمي مستبد صاحب شعارات المنح لا الحقوق و جيش منظم و مرتبط بالقرار الأمريكي.
بالعموم التوقف عند النظام القطري الذي استخدم الإعلام والمال و العقل الاستخباراتي في انحراف الربيع العربي و البداية ليبيا عندما تم ادخال 500 عنصر من جماعة الإخوان من مصر الى ليبيا لعسكرة الإنتفاضة، و ترافق هذا مع تدفق المال وشراء ذمم و استخدام لصوص و محاولة تمكين الإخوان وكان الرد بدعم و استخدام حفتر،وفي مصر دعم الإخوان و وصلوا للحكم ليتم اسقاطهم شعبيا بعد ذلك،في العراق المحتل فارسيا الإخوان حلفاء المجرم قاسم سليماني،وفي سوريا جندوا الشباب في محيط دمشق لا هم دخلوا و لا سمحوا لغيرهم بالدخول، الإخوان المسلمين بدعم غير محدود إعلاميا وماليا من قطر ينفذون طموح لنخب الحكم القطري القصد منه تغيير أنظمة حكم و استبدالها بحلفاء ليكونوا هم عقل القوة الإقليمية،أمريكا تخلت عن مشروع التمكين بكل تفاصيله و استبدلته بمشروع جديد يتوافق مع عقل التكتل الإقليمي المحافظ.
ليس دفاعا عن التكتل الإقليمي المحافظ إلا أن ما صنعته وفعلته دولة قطر خلال السنوات السبع الأخيرة شكل ضربه مؤلمة للأمة بل حول الربيع الى خريف جاف.
نظام دولة قطر ليس الاسوء بل الأكثر دموية،كل هذه الدماء في ليبيا و مصر والعراق و سوريا و سيناء كانت بمكانا ما بسببه.
كل محاولات التلميع بركب صهوة طروادة الامة "فلسطين" بمحاولة لتسويق النظام القطري على أنه المصلح و الداعم والمبادر هي فقط تسويق سخيف لفكرة نشر الموت و الدمار و الغاية طموح نظام فاسد.
نظام قطر و إخوانهم و اعلامهم وحلفائهم من مرتزقة أدعياء القومية و الوطنية مجرمين بثوب الطهارة.