زاد الاردن الاخباري -
يتصدر مشهد الدروس الخصوصية حصة وافرة عند اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة «التوجيهي» التي تستدعي أغلب الأسر الاستعانة بها كونها وسيلة لتخطي العثرات التي تواجه الطلبة لبعض المساقات الدراسية أو جلّها.
إذ صارت الدروس تشكل عبئا ماليا كبيرا على الأسر التي تجاوز قيمتها لبعض المساقات الـ 35 دينارا للساعة الواحدة وأعلى من ذلك للمواد العلمية أو اللغة الانجليزية التي غالبا ما يشكو منها طلبة الثانوية العامة نتيجة ضعف أو تراكم للمعلومات أو إهمال شخصي لها.
وهو ما يضع الآباء في حيرة من أمرهم ويجبرهم في معظم الأحيان على القبول بمثل هذه التسعيرات التي تصل الى أرقام خيالية في الساعة الواحدة، في سبيل تحقيق الهدف المنشود المتمثل بتخطي مرحلة الثانوية العامة بأي وسيلة كانت.
في السياق قالت والده الطالبة منال الهندي أن بعض الأساتذة الخصوصيين التي وصفتهم بالمحترفين في تقديهم للمواد يحاولون أن يستغلوا الفرص في بعض الاحيان عند تقييمهم لاداء الطالب والذي غالبا مايكون متدنيا في مساق ما والتي تتركز بشكل اكبر على المواد العلمية حيث انهم يحاولون رفع التكلفة بحجة انه سيعمل على تأسيس الطالب منذ البداية ليصل به الى مرحلة التمييز وتحقيق علامات مرتفعة عند اداء الامتحان.
وأكدت حنان التميمي والدة طالب أنها تجبر على وضع مدرس خصوصي لابنها الذي يدرس في مدرسة حكومية التي تلحظ عدم تركيز المدرسة على المواد الاساسية والعلمية منها كالرياضيات والفيزياء، الامر الذي يضطرها للاعتماد على معلم خصوصي يساعد ابنها على تجاوز المرحلة.
ووجد والد الطالب علاء صباح ان موضوع الدروس الخصوصية ليست بالامر الجديد الا ان المبالغة فيه اصبحت عبئا لا يحتمل بخاصة للاسر التي تتكبد اقساط المدارس الخاصة والتي باتت ايضا تشكل حملا اضافيا يجعل من التدريس امرا مستحيلا في ظل ظروف ارتفاع واضح وملموس لكل مناحي الحياة بخاصة وان الابناء كثيرا ما ينجذبون نحو آراء زملائهم نحو مدرس في مساق معين وان طريقة ادائه واسلوبه تلفت انتباههم ويتمكن من خلال اكتساب المزيد من العلامات.
بدوره قال الاكاديمي والتربوي الدكتور عبد المجيد الأعمر أن الدروس الخصوصية صارت شكلا تقليديا اكثر منه حاجة، بخاصة لدى الاسر المسيورة الحال حيث تجدهم ينظرون للامر وكانها تضيف لهم نظرة اجتماعية مرموقة والتي وصفها بـالبرستيج، حسب وصفه، الامر الذي يعد شكلا مرفوضا.
واضاف الاعمر ان اهمال الطلبة له دور كبير في تفعيل هذه الظاهرة وبالاخص في المدراس الحكومية التي تعاني من قصور في الاداء نظرا لعدد الطلاب الكبير الذي لا يبيح لهم الفرصة من استيعاب المعلومة كما ينبغي.
وأكد الأعمر أن عملية الترويج التي يمارسها الاساتذه لبعضهم البعض تسمح لهم برفع الاسعار نظرا لما سيقدمونه للطلبة من معلومات قد تساعدهم على تخطي مرحلة الثانوية العامة بكل يسر وبمعلومات محققة.
بيد أنه وجد ان المبالغة في تحديد قيمة معينة للساعة التي يقدمها المعلم للطالب تكون نتيجة الجشع وانخفاض في قيم الرواتب الممنوحة لهم الامر الذي يستدعي الى ايجاد منظومة متكاملة للحد من قضية الدروس الخصوصية بشكل عام الجشع الناتج عنه بشكل خاص.
الامر الذي دعا الاعمر لوضع الاهل في نصاب الامور بان يوجهوا ابناءهم بالتركيز مع المعلم في المدرسة ومتابعة مواده الدراسية بشكل متواصل، دون الالتفات الى الدعايات التي ينشرها بعض الطلبة والمعلمين بانهم قد يعملموا المستحيل في سبيل انجاح ابنائهم على تخطي مرحلة الثانوية العامة.
الراي