بقلم : هشام ابراهيم الاخرس
من منا لم يزر مستشفى البشير إما مريضاً أو زائراً لمريض او ماراً من الأشرفية بوسطها مختصراً الطريق ، أنها معلم تاريخي منذ طفولتنا و ما قبل ذلك و لكل منّا حكايته التي لا تنسى على اطرافها المتراميه .
فيها قسم الطواريء الذي لا يهدأ و الذي يعج بالمصابين من كل أطراف عمان ، شغب ، فوضى ، مشاجرات ، حوادث ، حرائق ، سقوط ، إنتحار ، أطلاق رصاص في أعراس ، دهس ، أختناق ، غرق ، ولهذا القسم حالة خاصة لا تنتهي من الفوضى و الصراخ و رجال الأمن القادمون من مراكز الإصلاح و التأهيل و أناس أتسخت ملابسهم بالدم و شيوخ كبار متعبون و حجات بلا أسنان و لا عيون و في أقدامهن سكر ، و سيارة أسعاف كل دقيقة و زوامير مزعجة و شركة خدمات وزعت عمالها بكثرة هناك و أطباء و ممرضين يافعين قد دخلو سن الحب للتو .
مستشفى البشير ليس كما يدعون ، بل أنها مركزاً للخبرات و مدرسة للطب و جامعة للممرضين و حيث يأتيها الأطباء لا يعرفون سوى مرايلهم و سماعتهم و الكبرياء و عند دخولهم البشير يخرجون منها علماء عظماء كبار ، فمن السهل أن تجد طبيبآ في البشير قد جبر مائة كسر في اليوم الواحد و ممرض قد أعد الجلوكوز الف مرة في اليوم .
أن مستشفى البشير مصنعآ للطب و المصدر الأساس لكافة تخصصات الطب و التمريض و الصيدلة في المملكة برمتها ، و هنا أود أن افرق بين العناية و العلاج فمن أراد علاج فهذه مستشفى البشير امامه و ببلاش و من أراد عناية فهذه المستشفيات الخاصة امامه و فيها غرف مكيفة و تلفاز و ثلاجة خاصة تحوي الفرح و السرور و فيها فاين مزركش و مكان لإستقبال الورود و كراسي وهدوء و ممرضات جميلات و انترنت و فاتورة كبيرة و دكتور غائب في عيادته لا يأتي الا بالطلب .
و في السياق أود ان أذكركم بأن نجد لإطبائها وأداريها عذراً على كلمة لا توجد أسرة أو موعد متعب لما بعد الاربعة أشهر , فعلى عاتقهم زخم لا يطاق و أعداد مهولة من المرضى و المصابين و المراجعين .