زاد الاردن الاخباري -
عمان –
إستنكر مجلس المنظمات والجمعيات الاسلامية التصريحات التي أطلقها مدير مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في نيويورك \"اندرو ويدلي\" بأنه على اللاجئين الفلسطينيين أن لا يعيشوا على وهم حق العودة وأن على الدول العربية أن تبحث عن أماكن لهم على أراضيها لتوطينهم فيها.
واضاف المجلس خلال بيان اصدره لهذه الغاية \" كان عليه أن يطالب إسرائيل بتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي ترفض الانصياع لها واحترام مبادئ حقوق الإنسان التي تنتهكها يومياً في الأراضي الفلسطينية، وحث الدول المانحة على الوفاء بالتزماتها المالية والتي تسببت في تقليص خدماتها المقدمة لستة مليون لاجئ فلسطيني وأن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين حق مشروع كفلته قرارات الأمم المتحدة وأكدت عليه عبر عشرات القرارات وفي مقدمتها القرار 194، وأن اللاجئين الفلسطينيين بصمودهم وتشبثهم بحقهم العادل في العودة وتقرير المصير رغم ضنك الحياة داخل المخيمات أثبتوا فيه أن حق العودة ليس وهماً وأنهم سيحصلون عليه عاجلاً أم آجلاً ، حيث لم يحدث في التاريخ الحديث سابقة أن أقيمت دولة اغتصبت اراضي الغير وطرد أهلها كما حدث في إسرائيل\".
واشار البيان الى ان الله سبحانه وتعالى قدّر بأن تكون فلسطين ، أرضاً للرسل والأنبياء، وإن أول مدينة جرى تشييدها في التاريخ هي مدينة (أريحا) العام 8000 قبل الميلاد وان علماء الآثار يؤكدون ان أقدم اسم معروف لهذه الأرض هو : (أرض كنعان)، لأن أول شعب سكن هذه الأرض هم (الكنعانيون)، الذين قدموا من جزيرة العرب في هجرات واسعة قبل عام 2500 قبل الميلاد وسكنوا المناطق الساحلية، ويعتبرون السكان الأساسيين للبلاد، وقد أنشأوا ما لا يقل عن مائتي مدينة وقرية في فلسطين، مثل مدن بيسان وعسقلان وعكا وحيفا والخليل وأسدود وبئر السبع وبيت لحم، ويرى ثقات المؤرخين أن معظم أهل فلسطين الحاليين، وخصوصاً القرويين، هم من أنسال القبائل الكنعانية والعمورية والفلسطينية، ومن القبائل العربية التي استقرت في فلسطين قبل الفتح الإسلامي وبعده، حيث اندمج الجميع في نسيج واحد، يجمعهم الإسلام واللغة العربية، حيث أسلم الجميع واستعربوا تحت الحكم الإسلامي طوال ثلاثة عشر قرناً.
واكد البيان بأنه مهما طال الزمن أو قصر ، فإن الفلسطينيين سيعودون إلى وطنهم الذي طردوا منه ، ولن يتنازلوا عن حقهم في أي شبر من أرض فلسطين . فالحق لا يزول بسبب ضعف قيادات متخاذلة، والحق سيعود حتماً إلى أصحابه، لافتا ان قضية حق العودة للاّجئين الفلسطينيين إلى أوطانهم تعتبر حلماً يساكن وجدان الفلسطينين و يتوارثونه جيلاً إثر جيل، حتى يتحول الحلم مع مرور الوقت إلى حقيقة وقناعة يقينية راسخة، تستقر عميقاً في وعي وذاكرة الشعب الفلسطيني، وباتت مكوناً أساسياً من مكونات ثقافته المجتمعية المتداولة، وأنه على الأقطار العربية التي تستضيف أعداداً متفاوتة من الفلسطينين لديها، معنية بشكل مباشر بتداعيات هذه المشكلة وإفرازاتها، في حين بين البيان انه وعلى المستوى الدوليً فإن المجتمعات ممثلة بالأمم المتحدة ومنظماتها كانت على تماس مع مشكلة اللاجئين سواء عبر القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية أو عبر إنشاء وكالة متخصصة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ما تزال تضطلع بدور ما في بعض أماكن لجوئهم.
وزاد البيان \" وهكذا فإن موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين يكتسب أبعاداً دولية وإنسانية وأخلاقية، فضلاً عن بعديه الوطني والقومي وبعده الديني والعقائدي ، وبحكم هذه الأهمية الاستثنائية، فإنه عبر كافة المراحل السابقة التي شهدت محاولات لتسوية القضية الفلسطينية ، فإن عودة اللاجئين كانت تفرض حضورها بقوة يصعب تجاوزها ؛ مما كان يعيد الأمور دوماً إلى مربعها الأول، وإن صعوبة الحصول على الحق في مرحلة سيئة من تاريخ الأمة لا يعني إطلاقاً الغاء هذا الحق أو التفريط فيه .