بقلم : م. سائد العظم
عندما تصل الأمور لمرحلة متقدمة من الهزل والإهانة فلا تستغربوا أن تقوم إحدى الشركات وبتأثير من جهات معروفة بعمل حملة تشجيعية قد يلصق بها صفة الوطنية لحث الناس على المشاركة بالإنتخابات النيابية بعنوان " صوت وادخل السحب على مايكرويف "!!!
فتجرؤ إحدى الشركات الكبرى على إهانة الشعب الأردني بحملتها " صوت واربح سيارة أو خلوي " وبكرم حاتمي لم نعهده فيها فهي حملة مجانية ( وبتطنيش ) رسمي يدل على الرضا ليعطينا تأكيدا على ميكافيلية حكومتنا ، فالغاية تبرر الوسيلة وهي مستعدة لعمل أي شئ من اجل حفظ ماء وجهها وتحفيز الناس على المشاركة في الإنتخابات النيابية التي أكدت كل الإستطلاعات النزيهة والمراقبين بأن اكثر من 70% من الناس إما مقاطعون أو لا مبالون!!!
وبالتالي لا تستغربوا أيضا يا أعزائي إن خرجت علينا شركة أخرى للوجبات السريعة بحملة عنوانها " صوت واحصل على 20% خصم في أي من فروعنا المنتشرة " او ان تطل شركة أخرى بحملة " صوت وأضحيتك علينا " أو أن نسمع أن احد المراكز الطبية ومن باب مساهمته في تنمية المجتمع المحلي أن يقيم حملة بعنوان " صوت وطهور إبنك علينا " !! فالأمور شوربة والطاسة ضايعة ولا توجد جدية في الرقابة طالما ان الحملات قد تزيد من نسبة المشاركة ولو واحد بالألف !!
ومن هنا اقول لحكومتنا ال...رائعة أن لك الحق ان تستخدمي وأن تسمحي باستخدام كل الوسائل المشروعة والشريفة والأخلاقية لحث الناس على التصويت والمشاركة بهذه الإنتخابات ولكن أرجوكي .. أرجوكي .. وأستحلفك بعشقك ( المجرب ) للمواطن الأردني أن تحترمي شعبك أكثر فلا داعي لإهانته بالسماح لشركة الإتصالات هذه ان تقيم حملتها ، فأنت تدعين أنك تحاربين شراء الأصوات أيا كانت الطريقة !! فماذا تسمين هذه الحملة التي لم نسمع لها نظيرا في أي من دول العالم حتى المتخلف منها ؟؟!! لا أظنها تختلف كثيرا !!!