زاد الاردن الاخباري -
باتت قضايا الفساد التي تلاحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تضيق الخناق عليه، إذ قالت مصادر في الشرطة والنيابة الإسرائيلية أمس، إن الدلائل ضد نتنياهو في قضايا الفساد التي يواجهها منذ نحو سبعة اشهر، باتت تتعزز كلما تعمق المحققون في تحقيقاتهم المتشعبة الجارية، والتي تشمل عشرات الأشخاص، وفي صلبها حصول نتنياهو على أموال ضخمة على شكل "هدايا"، ومحاولته في قضية أخرى، ابرام صفقة مع أكبر صحيفة، ليغير توجهاتها، وهو ما يعد رشوى.
ويجري الحديث عن قضية الأولى، وهي حصول نتنياهو على "هدايا" تصل قيمتها الى عشرات آلاف الدولارات، وأكثر، من الثري ميلتشين، الذي سعى نتنياهو لخدمة مصالح له في العالم. وأبرز الهدايا، كانت تأمين بشكل دائم لكميات من الشمبانيا، يبلغ سعر الزجاجة الواحدة منها 200 دولار، وحتى أن عائلة نتنياهو كانت تجري اتصالات بميلتشين، في حال خف المخزون. كذلك كان يحصل نتنياهو من ميلتشين على مدى سنوات طوال، على سيجار من صنف "كوهيبا سيجالو 5" غالي الثمن، اضافة الى هدايا أخرى مثل مجوهرات وغيرها. وفي المقابل، اتضح أن نتنياهو كان يسعى لضمان مصالح متعددة للثري ميلتشين، من بينهم ضمان حصوله على تأشيرة رجل أعمال الى الولايات المتحدة.
أما القضية الثانية، فهي ضبط تسجيلات صوتية عديدة، بين نتنياهو، وبين المالك الأكبر لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أرنون موزس، سعى فيها نتنياهو لضمان تغيير توجهات الصحيفة، كي تصبح مؤيدة له، مقابل أن يسن قانونا يحد من انتشار الصحيفة اليومية المجانية "يسرائيل هيوم" المؤيدة كليا لنتنياهو، ويملكها الثري الأميركي اليهود شلدون إدلسون، اليمين العنصري المتطرف.
وقالت صحيفة "هآرتس" أمس، إن التحقيقات الجارية في الوحدة الخاصة للشرطة، توصلت الى قاعدة متينة وصلبة، وأن الأدلة تتعزز أكثر فأكثر كلما تعمق المحققون بالقضيتين. وقالت الصحيفة، إنه "يمكن القول، بالحذر اللازم في هذه المرحلة بان جملة الادلة في الملفين، واللذين يشتبه بهما نتنياهو، تعززت في الاسابيع الاخيرة، وان التحقيق انتقل الى وتيرة أعلى وتتجه النية الى انهائه في غضون بضعة اشهر وعندها يتم الاجتماع لحسم الموقف".
في قضية الصحيفة، يشتبه بنتنياهو بانه حاول عقد صفقة أخذ وعطاء مع ناشر "يديعوت احرونوت" ارنون "نوني" موزيس تضمنت تغطية ايجابية لرئيس الوزراء مقابل تمرير قانون يقلص توزيع "يسرائيل هيوم"، وإعادة مجموعة "يديعوت احرونوت" الى مكانة الصدارة التي كانت لها. وحسب خط الدفاع المركزي لنتنياهو، فإنه خدع موزيس، اما الآن فتتعزز الادلة لأنه في احد الاتصالات مع موزس كانت نوايا نتنياهو لتنفيذ التعهد جدية. وأن الادلة المرتبطة بجدية نوايا نتنياهو في تنفيذ الصفقة مع موزس مهمة، لان نتنياهو يدعي بانه تعامل مع موزس في حوار تجار الحصن، حيث ليس لاي من الطرفين نية لتنفيذ الوعود المتبادلة والتي تناطح السحاب التي اعطاها الواحد للآخر.
وتعصف قضايا الفساد بعدد من وزراء حكومة نتنياهو، وأيضا من بين نواب الائتلاف الحاكم. إذ تجري حاليا تحقيقات مع وزيرين بتهم الفساد، وتلقى أموال غير مشروعة، وهما وزير الرفاه يوسي كاتس، من حزب "الليكود"، ووزير الداخلية آرييه درعي، الذي تفجرت قضيته في الشهر الأخير بقوة. إذ شرعت وحدة التحقيق الخاصة في قضايا الاجرام الدولية وجرائم الفساد، بالتحقيق مع درعي، بعد أن تبين أن كبار اصحاب رأس المال من الإسرائيليين، أدفقوا مئات آلاف الدولارات على جمعية تابعة لعائلة درعي، دون أن يقوم الأخيرة بتقديم كشوفات عنها.
وكان درعي قد واجه في سنوات التسعين قضية فساد ضخمة، ومتشعبة في العالم، إلا أنه في نهاية المطاف تقلصت القضية، ولكنه أمضى في السجن لأكثر من عامين، ومن ثم كان محظورا عليه العودة الى الكنيست على مدى 10 أعوام.
وكما ذكر، فقد خضع عضو الائتلاف الحاكم، رئيس لجنة القانون والدستور البرلمانية، نيسان سلوميانسكي (71 عاما) من تحالف أحزاب المستوطنين، للتحقيق في شبهات اعتداءات جنسية، وقد أحرجت هذه القضية، التيار الديني الصهيوني، الذي يعد سلوميانسكي أحد قادته. وحسب الشبهات فإن سلوميانسكي اعتدى على موظفة أو أكثر من اللواتي عملن معه في السنوات الأخيرة.