حمزة عبدالمطلب المحيسن
إذا كانت العبرة في إختيار يوم 9/11/ 2010 للإنتخابات البرلمانية هو تخليد ذكرى ضحايا التفجيرات الأليمة في فنادق عمان فأننا نخشى ان يقوم البعض منا بإستباحة دماء جديدة في معركة إسمها الإنتخابات النيابية ولتتحول ذكرانا في حوادث عمان الأليمة في هذا اليوم إلى رواية جديدة أبطالها من صنف آخر فاقوا القاعدة ورموزها خرابا وتدميرا ، فللأسف قد مرت فترة الدعاية الإنتخابية ولم يتوانى بعض السادة المرشحين وكلأ حسب القاعدة الإنتخابية التي يمثلها في تصوير نفسه إما بأنه فارس العشيرة التي أجمعت عليه فيعني نجاحه بوصوله لكرسي البرلمان بانها حاضرة وفشله يعني بانها ماتت وغاب عزها وجاهها وكان العشيرة لا تستمد جاهها وعزها إلا بتربعه تحت قبة البرلمان والبعض الآخر لم يتوانى في رسم صورته امام مؤيديه بانه الملهم الاكبر الذي سيحرر الأقصى السليب من الطغاة المعتدين بخطابات نارية ستقض مضاجعهم من تحت البرلمان فإذا لم يسعفه الصوت في إمتطاء صهوة كرسي النيابة فسلام على باقي فلسطين ويا حسرة علينا كناخبين .
علينا ان ندرك جميعا بان الفشل للوصول لمجلس الأمة لا يعني بأي حال من الأحوال سقطة من التاريخ الذي مضى فيه أباءنا واجدادنا أو إقصاءا للجغرافيا التي نعيش فيها أو مسحا لرمزية وجودنا وحضورنا من الديموغرافيا التي نحن جزءا منها ، فالامر لا يستدعي أن يتحول أبناءنا الشبان بعد ظهور النتائج وكانهم فلول من القطعان الهائجة لتستمرأ وتتجرأ على غيرهم من المواطنين والمحسوبين على من فاز بكرسي النيابة بالتعدي عليهم ضربا" او شتما، ومن سوء الطالع علينا نحن الأردنيين في مثل هذه المواقف أيضا إن البعض من هؤلاء يقوم بصب جام غضبه على الممتلكات العامة فتراه يتعرض إما للمدرسة الموجودة في حيه ويدرس فيها أبناؤه أو أخوانه او المركز الصحي الذي لم يتوانى في تطبيبه يوم آلامه واوجاعه كل ذلك ليعبر لنا عن مقدار غضبته وحلمه الذي قضى بفشل وصول مرشحه مرشحه وكان أرواح الأبرياء هي الكفيلة وحدها بإعادة سمعة ومجد مرشحه المجيد أما الممتلكات العامة فهي في هذا الموقف ما هي سوى الحكومة التي ينبغي تأديبها وتكسيرها ليعبروا لها بأنهم ها هنا ولن تطفأ جدوتنا بأي حال من الاحوال .
في دول العالم المتقدمة والمتحضرة تجد ان الإنتخابات بكافة انواعها هي مهرجانات إحتفالية ترفع فيها الاعلام الوطنية من الصغار والكبار قد يختلف المنافسين فيها على السياسات والبرامج ولكنهم يتفقون على الوطن وعند فرز خيار الناخبين فيها تهب اجهزة الدولة الامنية فقط لتنظيم مواكب الأفراح في الشوارع والاماكن العامة ، نهاية المهرجان تكون بإعلان الخاسر خسارته بكامل الرضى مبديا " إحترامه لإرادة الناخبين فيما أختاروا متمنيا التوفيق لممثلهم طالبا" من مؤيديه ومؤازريه تجنيد انفسهم لخدمة الوطن وتناسي ما تم في الحشد والمناظرات الإنتخابية فالوطن فوق وأسمى من الإختلاف لانه للجميع ...
نتمنى بعد ظهور نتائج الإنتخابات النيابية ان نرقى لمستوى الشعارات التي رفعناها في اليافطات الدعائية وما كانت تطلقه السماعات الصوتية في المقرات الإنتخابية من الأغاني الوطنية التي تغنت بالوطن والملك في يوم إعلان النتائج وان لا نركن إلى الضغينة والأحقاد وان نتقي الله في الوطن وأبناءه فمبجرد إنتهاء الإنتخابات النيابية ينبغي على الكل إبتداءا من المرشح الخاسر او الناجح إلى المواطن الناخب أن نرمي همومها وشجونها خلفنا ، وبغير ذلك لا قدر الله سنكون أضحوكة على مرأى العالم أجمع بل وسنجعل من ذكرى ضحايا عمان الأليمة وجبة دسمة وغنيمة للشامتين والمزايدين الذي يطبلون على اوجاعه واتراحه ، فلا تجعلوا النيابة طريقا للألم والكآبة ...طبتم وطاب الأردن ..