زاد الاردن الاخباري -
العرب اليوم - عدنان نصار
دخلت مدينة اربد مرحلة جديدة من اجواء الترقب التي خيمت على كافة المناطق الانتخابية لمجلس النواب الذي يحمل الرقم (16) في تاريخ الاردن النيابي.
وتفرّغ المرشحون في مجملهم لليلة هادئة قبيل موعد الاقتراع الذي سيبدأ صباح الثلاثاء لاختيار 17 مرشحا يمثلون عضوية مجلس النواب عن دوائر محافظة اربد التسع التي يتنافس عليها 155 مرشحا منهم 12 سيدة في تنافس محتدم يحاولون من خلاله نيل اصوات النجاح في دوائر اربد الانتخابية التي تتفاوت فيها اعداد الناخبين كما تتفاوت فيها اصوات النجاح استنادا الى اعداد الناخبين في كل دائرة ولواء.
ومثلت مقار المرشحين عشية الاقتراع العنوان الابرز للقاء المرشحين بالناخبين والتفرغ لاستقبال المؤيدين بعد ان اقتربت صافرة البدء من اعطاء الاشارة للانطلاق نحو سباق اعد له المرشحون ما استطاعوا من جولات وصولات ومهرجانات وزيارات ميدانية شملت حتى البيوت المنسية في احياء الفقراء في خطوة تقصد الى نيل التعاطف الانتخابي.
مقار عدد من المرشحين وصيواناتهم ومضافاتهم ,يؤيدون ويؤازرون عبر حوارات وشعارات لا تقدم ولا تؤخر في وقت تكون فيه الكلمة الختامية لصناديق الاقتراع التي احيطت منذ ليلة الخميس بحراسات امنية بعد انتهاء المحافظة من ترتيبات فنية وادارية تخدم عملية الاقتراع في مراكز المحافظة المختلفة.
ولم تكف مكبرات الصوت في عدد من المقار الانتخابية عن اذاعة برقيات تأييد وموازرة من مواطنين بقصد اظهار حجم الالتفاف حول مرشح ما غير ان ما كان لافتا ان العشرات من الاسماء التي اذيعت عبر مكبرات الصوت كانت اسماء حركية بقصد تهويل الموقف واظهار حركة مستديمة في مقار انتخابية طغى على غالبيتها السمر والسهر وشرب القهوة واحاديث عامة بعيدة عن المرشح.
وعند قراءة مشهد انتخابات محافظة اربد في الويتها الثمانية عموما ,نجد ان اجمالي عدد المتنافسين في دوائر اربد الثمانية (الالوية) باستثناء قصبة المدينة ومركزها الرئيسي تبرز سهولة الاقتراب من النتائج المفترضة حيث اصبح الامر واضحا للغالبية ممن يمتلكون الحد الادنى من قراءة المشهد الانتخابي في الوية بات الصراع على مقاعدها النيابية من التقاليد السائدة بين عدد من الاسماء التقليدية التي تهدف الى البقاء في موقع النيابة.
وعلى الرغم من شعارات التغيير التي يرفعها تقليديون ,لم يعر الناخبون اي انتباه لمثل هذه الشعارات التي يرفعها ممن كانوا اعضاء في مجالس نيابية سابقة.
وتبقى اغلاق اصوات بعض البلدات والريف في الوية اربد لصالح مرشح ما المعيار في الحكم على نتائج مفترضة الى جانب اتقان مهارة التواصل مع الناخبين في الريف المجاور التابع للدائرة الانتخابية التي شهدت في انتخابات عام 2007 نقل اصوات بشكل لافت من مناطق اخرى لصالح مرشحين غير ان انتخابات التاسع من تشرين الثاني 2010 اوقفت نقل الاصوات واغلقت مناطق الارياف وفق اصوات ناخبيها.
اربد المدينة التي تعد الدائرة الاولى تختلف فيها القراءات وتبدو قراءة المشهد الانتخابي في القصبة ودوائرها الفرعية الخمس اكثر سهولة في ظل اسماء مطروحة تتسم بقبول انتخابي.
وبحيادية مهنية واستنادا على قراءة الميثولوجيا الانتخابية يمكن القول ان حصة قصبة اربد النيابية البالغ عددها خمس مقاعد يتنافس عليها عمليا اقل من 11 مرشحا من اصل 39 مرشحا في دوائر اربد الفرعية يحظون بفرص جيدة بالفوز في انتخابات 2010 في حين يبقى التنافس بين بقية المرشحين متواضعا الى حد ما ويمكن وصف ترشح غالبيتهم مجرد تثبيت حالة ورغبة طارئة مع ادراكهم مسبقا بانه لن تؤد فوز محقق.
ويذهب البعض من المرشحين في قصبة المدينة الى المجاهرة بهذه القراءة غير انهم يأملون برسوب مشرف في الانتخابات ¯ اي حصولهم على اصوات جيدة¯ طالما ان النجاح بعيد المنال , بالمقابل يقر ناخبون بان التنافس المحتدم يبقى بين اسماء ترددها الاوساط الشعبية , مستندين في ذلك على صفرهم في عدد الاصوات الذي يبدأ بعدد لا يقل عن 3 الالف صوت انتخابي ليدخل بعدها في حصد المزيد من اصوات الناخبين مقابل بعض المرشحين الذي لن يزيد صفرهم الانتخابي على 400 صوت في احسن الحالات.
ويستبعد محللون انتخابيون ومراقبون وصول اي من المرشحين من اصحاب المال الانتخابي/ المال الاسود الذي وظفه البعض بقصد شراء اصوات بطريقة فيها من التحايل الاجتماعي ما يعزز الاشتباه بدور المال الفاسد عبر سماسرة قبلوا الارتماء في حضن التزوير الشعبي لانتخابات نيابية تحدد مسيرة وطن.
ونتيجة لحذر المال الانتخابي الفاسد في الاونة الاخيرة من تتبع الاجهزة الامنية لاي شاردة وواردة وتعقب اي ملاحظات او معلومات في هذا الاتجاه والقبض عليها اتجه المال الانتخابي العتمة وصارت ملاحظات ومؤشرات شعبية تتردد حول قيام البعض بعد منتصف الليل في الالتقاء بلصوص الانتخابات لبيع وشراء الاصوات غير ان ادلة دامغة في هذا الاتجاه صعبة التحقق بسبب ارتفاع منسوب سريتها التامة.
في جميع الحالات يبقى المال الاسود تحت مجهر وسائل الاعلام الذي كشف مؤخرا غير عملية تتعلق ببيع وشراء الاصوات الانتخابية.