من حسن الحظ أو سوئه أو\" سوأته\" ا أن الشعارات الانتخابية بدأت بالتساقط والطيران إلى المجهول مع أول زخة مطر ومن ثم ستدخل في دورة الاضمحلال و السبب الفيزيائي لسقوطها هو العاصفة المطرية التي هطلت على البلاد ولكن يبدوا أن الكثير من الشعارات وهذا من حسن حظ المرشحين الذين تزداد دعواتهم لله كلما ازدلفت صناديق الاقتراع وبانت للناخب \" أن ينسى الناخبون ما جادت به قريحة المترشحين \"من بنات وأبناء أفكارهم من شعارات وأفكار مما تبقى لدينا من سق عكاظ الانتخابي سقطت من ذهن مطلقيها قبل ذهن الناخبين والدليل على ذلك أن كميات المعروض من الشعارات تتناقص باستمرار حتى لا تكون ممسكا على سعادة النائب. هذه إحدى الملاحظات العامة ونود أن نشير إلى بعض المظاهر الأخرى التي واكبت الحملات الانتخابية إلى نهاية الشوط , مثلا:
ü كيف يعقل أن تكون هناك اكثر من 24000 شعار وهدف يرغب السادة المترشحون تحقيقها وفي غضون أربع سنوات مع شكنا في أن يستمر عمر المجلس العتيد اكثر من سنتين كسلفه السابق !!! تحقيق هذه الشعارات يحتاج إلى قرنين أو اكثر من الزمان ومجموع ميزانيات العالم !!! ووصايا الأحفاد للأحفاد للإبلاغ عما تم إنجازه إنشاء الله!
ü كل الشعارات سوف تتلاشى بمجرد إعلان النتائج الانتخابية وهذه ظاهرة متعارف عليها إذ ما الذي يلزم النائب المحترم بتنفيذها بعد أن يكون قد حصل على امتيازات جاءت بسبب أصوات الناخبين !!!
ü من كل الشعارات التي طرحها االمترشحون سيكون آخر ما يتذكره الناخب عن اختلائه بصندوق الانتخابات هو أل \"عشيرة والفخذ والعائلة ووو.\".. وهذه حقيقة لا يمكن مهما كابرنا أن ننكرها. !!!!
ü أسلوب مخاطبة المترشح للناخب أسلوب يستعمل فيه فعل الأمر \" انتخبوا \" هذا فعل أمر ثم \" مرشحكم \" من الذي قرر انه مرشحنا ثم \" الأستاذ\" الأستاذية درجة علمية لا يمكن أن تعطى لمن لا يفك الخط فكيف يتسنى لسعادة المرشح إلصاقها بنفسه.
ü ظاهرة غريبة في الانتخابات الحالية وهي أننا أصبحنا نسمع عن أسماء عائلات داخل العشيرة الواحدة تلحق باسم المترشح قبل اسم عشيرته!!! ظاهرة جيدة وجديدة لعلماء الاجتماع لدراستها !!
ü الظاهرة الأغرب أن بعض المترشحين يصفون قانون الانتخابات الحالي والذي ترشحوا على قواعده غير حضاري ومتخلف ويجب تغيره. إذا كان ذلك صحيحا فما هي قانونية وشرعية نجاحهم ونيابتهم من خلال قانون متخلف !! هل هي انفصام في الشخصية أم فقدان ذاكرة أم هرطقة انتخابية في جلسة رومانسية !!! ام ماذا!!!؟
ü أنا افضل استعمال كلمة مترشحين لان فعل الترشح هو من قبل المترشح أما كلمة مرشح فهي فعل مبني للمجهول وتدل على أن أشخاصا رشحوا فلانا دون أن يبادر هو بذلك !!! ضرورة مراعاة اللغة العربية وعما تنم عنها!!
ü إنفاق المترشح الباهظ على نشاطاته الانتخابية أمرا لا يعكس إلا القدرة المالية له وهذا قد يكون رد فعل طبيعي لفراغ الشعارات من المضمون !!! هل على الناخب انتخاب هذا أو ذاك لأنه صمم مقره الانتخابي على شكل حفلات السيرك وومساحة اليافطات أم لفهم وحصافة وصدق ذلك المترشح!!!؟
ü الاستخفاف بعقول الناس أمر سيئ ولكن ناخبنا لا يزال بحاجة لتوعية اكثر لحسن الاختيار!!
ü الممتنعون عن الانتخاب مثلهم كمثل الطالب الفاشل في المدرسة يرفض دخول الامتحان ليس لان القاعة غير مكيفة مثلا بل لأنه يخشى الرسوب وهي سمة الطالب \"الساقط\" هذا مفهوم متعارف عليه وليس بجديد !! فقد دخلوا في انتخابات عندما ضمنوا الفوز وحين لاضمان للفوز \" نكسوا على رؤوسهم !!!!
ü كل ما يمكن أن نلخص به هذه العجالة هو أننا سنرتد إلى العشيرة والأفخاذ والعائلة ولا ننسى أم الكبائر دائما \" منين انت بلا زغرة \" ونتمنى للجميع النجاح إذا اتسعت مقاعد البرلمان !!!!! والى لقاء آخر في سوق عكاظ جديد!!!
عقيد متقاعد دكتور خضر الصيفي
Khader.saifi@yahoo.com