زاد الاردن الاخباري -
تنفيذ عمليات عسكرية إرهابية على الساحة الاردنية، هذا هو ما إتفق عليه متهمان أحدهما في الأردن والآخر في سوريا وهو أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي، ويتولى منصب «أمير التسليح».
أسلحة الكلاشنكوف والقنابل هي التي عمل المتهمان على تأمينها بالاشتراك مع خمسة متهمين آخرين لتنفيذ تلك العمليات الارهابية بواسطة أحد عناصر داعش المتواجدين على الساحة الأردنية ولم يكشف التحقيق عن هويته، إذ عمل أمير التسليح على التمويل المالي لثمن تلك الاسلحة والقنابل، والمتهم الآخر خطط لشراء تلك الاسلحة.
تسعة آلاف دولار هو المبلغ الذي إستلمه المتهم الأول من أمير التسليح بعصابة داعش (المتهم الخامس) بدفعتين، إذ كانت الأولى أربعة آلاف دولار والثانية خمسة آلاف دولار، والذي تم صرفه على شراء سلاحين كلاشنكوف وذخائر حية ومخازن، بالاضافة الى قُنْبِلَة ومصاريف شخصية لتسهيل المهمة.
المتهمون في القضية سبعة أشخاص، سوريو وأردنيو الجنسية، ثلاثة منهم فارين من وجه العدالة، ويواجهون عدة تهم، هي: المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية بالنسبة للمتهمين الأول والثاني والرابع والخامس، حيازة أسلحة وذخائر بقصد إستخدامها للقيام بأعمال إرهابية بالنسبة للمتهم الأول، التدخل في بيع أسلحة وذخائر بقصد إستخدامها للقيام بأعمال إرهابية بالنسبة للمتهمين الثاني والسابع، التدخل في نقل أسلحة وذخائر بقصد إستخدامها للقيام بأعمال إرهابية بالنسبة للمتهم الثالث، نقل أسلحة وذخائر بقصد إستخدامها للقيام بأعمال إرهابية بالنسبة للمتهم الثاني، بيع أسلحة وذخائر بقصد إستخدامها على وجه غير مشروع بالنسبة للمتهم السادس، حيازة مواد مفرقعة بقصد إستخدامها على وجه غير مشروع بالنسبة للمتهم السادس، عدم الإبلاغ عن معلومات اطلع عليها ذات صلة بنشاط إرهابي بالنسبة للمتهمين الثالث والرابع.
محكمة أمن الدولة عقدت الجلسة الإفتتاحية بالقضية الأربعاء الماضي، برئاسة رئيس المحكمة القاضي العسكري العقيد الدكتور محمد العفيف، وعضوية القاضي المدني أحمد القطارنة والقاضي العسكري الرائد صفوان الزعبي، وبوشر بإجراءات المحاكمة علناً ووجاهياً بحق المتهمين الأربعة المقبوض عليهم، وغيابياً بحق المتهمين الثلاثة الفارين من وجه العدالة، والذين من ضمنهم أمير التسليح في عصابة داعش، ونفى المتهمون الأربعة التهم االمسندة إليهم وأجابوا أنهم غير مذنبين، ورُفِعَتْ الجلسة إلى الأربعاء المقبل للإستماع لشهود النيابة في القضية.
تفاصيل القضية تتلخص وفق لائحة الإتهام التي حصلت عليها «الرأي»، أن المتهمين الأول وحتى الخامس تربطهم علاقة قربى، والمتهمان السادس والسابع يعملان في تجارة الأسلحة، كما أن المتهم الخامس هو أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي على الساحة السورية، ويتولى منصب أمير التسليح في ذلك التنظيم الإرهابي منذ مدة طويلة، ولمعرفة المتهم الخامس بالمتهم الأول أخذ يتواصل معه عبر برنامجي التواصل الاجتماعي «الواتس أب» و «التلغرام».
وفي أيلول الماضي إتفق المتهمان الأول والخامس على تنفيذ أعمال عسكرية إرهابية على الساحة الأردنية، وإتفقا على تكليف أحد العناصر لتنفيذ ذلك العمل الإرهابي، وتنفيذاً لذلك الإتفاق كلَّف المتهم الخامس المتهم الأول بشراء أسلحة كلاشنكوف ومخازن وذخائر وقنابل لإستخدامها في تنفيذ العمل الإرهابي، وذلك بعد أن أرسل له مبلغ أربعة آلاف دولار لشراء السلاح اللازم لتنفيذ العملية العسكرية الارهابية.
وعلى إثر ذلك تواصل المتهم الأول مع المتهم السادس وطلب منه تأمينه بقطعة سلاح كلاشنكوف، وبالفعل تمكَّن المتهم السادس من تأمين كلاشنكوف وباعه للمتهم الأول بـ 1400 دينار، وقد دفع من ثمنه 1300 دينار، وعلى إثر ذلك تواصل المتهم الأول مع المتهم الخامس عبر برنامج «التلغرام» وأبلغه أنه تمكَّن من تأمين أول قطعة سلاح كلاشنكوف، عندها كلَّفه المتهم الخامس بإخفائها في منزله، والعمل على شراء مزيد من الأسلحة، وتأمين الذخائر والمخازن والقنابل من أجل القيام بالعمل الإرهابي في الاردن، وأرسل إليه برنامج تواصل آمن عبر الانترنت ليتم إستخدامه للتواصل فيما بينهما يدعى (البرنامج الاخضر)، ومن أجل شراء المزيد من الأسلحة طلب المتهم الأول من المتهم السادس تأمينه بقنبلة، وبالفعل تمكن المتهم السادس من تأمين القنبلة لقاء 200 دينار، وعلى اثر ذلك أبلغ المتهم الاول المتهم الخامس بأنه قد عثر على قنبلة، إذ إستعد المتهم الخامس بإرسال ثمنها لاحقاً للمتهم الأول، عندها طلب الأخير من المتهم السادس الاحتفاظ بالقنبلة لحين إرسال ثمنها.
كما طلب المتهم الأول من المتهم الرابع أثناء وجود الأخير في منزله بأن يقوم بمساعدته بتحميل وتثبيت برنامج التواصل الآمن على جهازه الخلوي وتعليمه عليه، عندها قام المتهم الرابع بتنزيل البرنامج على جهاز المتهم الأول، إلا أن البرنامج لم يعمل، وتجاوز ذلك الأمر وطلب الأخير من المتهم الرابع تأمينه بقنابل، وأثناء اللقاء شاهد المتهم الرابع سلاح كلاشنكوف بحوزة المتهم الأول، بعدها طلب المتهم الأول من المتهم الثالث إستئجار سيارة له لكي يستخدمها في تحركاته بحثاً عن الأسلحة، وأرسل المتهم الأول حوالة بقيمة 200 دينار للمتهم الثالث لتلك الغاية، إذ إستأجر المتهم الثالث مركبة وسلَّمها للمتهم الاول.
وقبل نهاية العام الماضي بيوم واحد، طلب المتهم الأول من المتهم الثاني تأمينه بقطعة سلاح كلاشنكوف ومخازن وذخيرة، وبالفعل تواصل المتهم الثاني مع المتهم السابع وطلب منه تأمين سلاح كلاشنكوف، وفي مساء ذلك اليوم إجتمع المتهمون الاول والثاني والسابع، وتوجهوا إلى أحد الأشخاص لم يكشف التحقيق عن هويته، وقاموا بمعاينة سلاح كلاشنكوف عنده، واتفقوا على شرائه بـ1500 دينار، على أن يدفع المتهم الأول ثمنه في اليوم التالي، وبذات اليوم تواصل المتهم الاول مع المتهم الخامس وأخبره بأنه تم تأمين قطعة سلاح أخرى، وأن عليه تحويل مبلغ خمسة آلاف دولار من أجل شرائها، وقد وافق المتهم الخامس على ذلك، وطلب منه تحميل برنامج التواصل الآمن (البرنامج الاخضر) مرة اخرى، بعدها بعث له رابط آخر باللغة العربية وأخبره بأن أحد قيادات داعش سيتواصل معه للإطمئنان على سير العملية، وأخبره أيضا بأن هناك عنصرا على الساحة الاردنية سيتواصل معهم لإستلام السلاح، وأن عليه أيضاً تأمين ذخيرة ومخازن لتلك الأسلحة، وبالفعل تواصل أحد عناصر تنظيم داعش والمتواجد على الساحة الاردنية ولم يكشف التحقيق عن هويته مع المتهم الأول، وتم الاتفاق بينهما على مكان وزمان التسليم، حيث اتفقا على اللقاء في مدينة سحاب باليوم التالي.
وفي اليوم الأخير من العام الماضي، إستلم المتهم الأول خمسة آلاف دولار من أحد محال الصرافة، والتي أرسلها له المتهم الخامس، وقام بدوره بتحويل 500 دينار للمتهم الثالث من أجل إستئجار سيارة لمصلحته بعد أن أبلغه بذلك، وتوجه المتهمان الأول والثاني إلى منزل المتهم السابع ومن هناك توجهوا ثلاثتهم إلى منزل تاجر السلاح، ودفع المتهم الأول 1500 دينار وإستلم السلاح، ودفع 850 دينارا للمتهم الثاني بقصد تأمينه بكمية من الذخيرة الحية ومخازن للأسلحة، وبالفعل تمكن المتهم الثاني عن طريق المتهم السابع من شراء سبعة مخازن و185 طلقة حية.
وبعد أن تم تأمين السلاح والذخيرة والمخازن، أخفاها المتهمان الاول والثاني في شنطة ملابس، وبعدها قاما بإستئجار سيارة بكب من منطقة المفرق، وإتفق المتهم الأول مع الثاني أن يقوم الأخير بتسليم الأسلحة إلى عنصر داعش في الموقع المحدد، وبعدها توجها وبحوزتهما السلاح الى إستراحة على طريق أوتستراد المفرق، وهناك ركب المتهم الاول مع المتهم الثالث بقصد كشف الطريق من قبلهما خوفا من رجال الأمن، ولتأمين وصول المتهم الثاني والأسلحة التي بحوزته إلى منطقة التسليم، وبالفعل تمكن المتهمان الاول والثاني من الوصول في أوقات متقاربة الى منطقة التسليم، وأخبر المتهم الاول المتهم الثاني الإنتظار في مكان معين لحين وصول عنصر داعش لإستلام السلاح منهما، فيما بقي المتهم الأول يراقب موقع التسليم، إلا أنه جرى القبض على المتهم الثاني من قبل رجال الأمن وضبط بحوزته الحقيبة التي كانت تحتوي على سلاحي كلاشنكوف و135 طلقة حية، وسبعة مخازن تعود لذات السلاح الذي بحوزته، ولدى مشاهدة المتهم الاول ذلك الموقف فرَّ الى منزل المتهم الرابع وأخبره بما حصل معه، وطلب منه إستدعاء المتهم الثالث الذي إنفصل عنه قبل لحظة إلقاء القبض على المتهم الثاني ، حيث حضر الى المنزل، وطلب من المتهم الأول بعد ان اخبره الأخير بما حصل معه أن يقوم بتسليم السيارة المستأجرة، وبعدها جرى إلقاء القبض على المتهمين الاول والثالث والرابع بذات اليوم، وجرت الملاحقة.
الراي