كلما اقترب موعدنا مع الوطن ترتفع الدعوات إلى الله تعالى بأن ينجح الأردن بهذا الامتحان الديمقراطي ولا أسميه العرس الديمقراطي فالعرس (اللي بحق وحقيق) هو الذي يحضره كافة أفراد العائلة الواحدة, ولهذا تكثر مراسم الصلح مع أفراد العائلة الزعلانين, ويكثر الحديث عن (عباة) الخال أو (عباة) العم أو أي شكل من أشكال (المرضوة) حتى يجتمع الشمل, ولكن العرس سيتم سواء رضي هؤلاء أم لم يرضوا ولكن بحضورهم يكون العرس أحلى طبعاً. ولا يوجد مبرر أبدا باستمرار المقاطعة لانتخابات وعد بنزاهتها جلالة الملك وكفلتها الحكومة أمام جلالته. وبالمناسبة لا تملك الحكومة في ظل هذه الأجواء السائدة إلا أن تتعهد بنزاهة الانتخابات, و كذلك تنجزها بنزاهة وشفافية.
أما وقد وضحت الصورة وبانت النوايا فأصبح امتحاناً تراهن عليه مختلف التيارات على الساحة الوطنية, فالمقاطعون تداعب أفكارهم أمنيات بأن يفشل الوطن بهذا الاختبار, يقابلهم في ذلك أهل العزم على إنجاحه, فهم يسيرون قدما بالتحضير لهذا العرس بما يلزم ويستحق من مظاهر الفرح في ذات الوقت الذي يتحسبون فيه لأي طارئ يمكن أن يعكر جو الفرح. فالأمل معقود بالهمم العالية التي ما فترت وما ضعفت ليكون هذا العرس وطنيا يرقى إلى مستوى الوطن لننجح جميعا بهذا الاختبار.
نعم يقترب الموعد وتعود الطيور إلى أسرابها لتغرد مع سرب الوطن وتحلق بسمائه جذلة فرحة بما سيتحقق إن شاء الله. فالكل سيعود إلى قواعده ودوائره الانتخابية ليدلي بصوته هناك حيث لا رقيب عليه إلا الله ونفسه. فالله الله بالوطن وحكموا ضمائركم وانتخبوا الأصلح لهذا الوطن.
لنرقى جميعا إلى مستوى الأردن في ذلك اليوم مقاطعين كنا أم مشاركين. فلن يدق الباب أحد على المقاطعين إلا مندوبوا الفضائيات بكاميراتهم للالتقاط الصور وليسألوهم عن سبب مقاطعتهم فقد أصبح الوقت متأخرا؛ فلهم أن يعبروا عن رأيهم بالطريقة التي يرونها مناسبة دون المساس بكرامة المشاركين, أو إعاقة سير الفرح. وكذلك الحال بالنسبة للمشاركين الذين عليهم مسؤولية إنجاح هذا الفرح الوطني, فالمطلوب منهم أكثر.
إن مسؤولية الجميع في هذا اليوم هو الوقوف مع الوطن استجابة لنداء جلالة الملك بالمشاركة أولا وباختيار الأصلح ثانيا, ومن واجبنا أيضا أن نعين الوطن ولا نعين عليه, فلننظر حولنا لنرى أن هذه تتهمنا بالتشويش عليها , و هيومن رايتس لا يعجبها شيء عندنا, ونغمة الوطن البديل يعزفها أصحابها كل (ما دق الكوز بالجرة). وهذا لا علاقة له بوهم نظرية المؤامرة ولكن وكما يقول سمعة (شوفة عينك) جاءتنا الأحزاب من فوقنا من تحتنا حتى بتنا نقول متى نصر الله. ألا إن نصر الله قريب, وإنا إن شاء الله لمنصورون.
كل الأردنيين في هذا اليوم المبارك على ثغرة من ثغر الأردن فلا يؤتين الأردن من قبل أحد. بارك الله بكل الأردنيين مشاركين بالانتخابات أو مقاطعين فالكل من رحم هذا الوطن, وإنما المسألة مسالة خلافية وأحسبها أن شاء الله لخدمة الأردن.
لنصنع من 9 / 11/ 2010 يوما أغرا على جبين الأردن.
alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com