زاد الاردن الاخباري -
أحجمت النساء في 4 دوائر انتخابية في محافظة إربد عن ترشيح أنفسهن لمجلس النواب السادس عشر، بعد فشلهن في الوصول إلى المجلس الخامس عشر لأسباب عشائرية وأخرى ذكورية، إضافة إلى طريقة احتساب الكوتا.
وتقول مديرة فرع اتحاد المرأة في إربد ناريمان غرايبة إن سبب إحجام المرأة عن خوض الانتخابات الحالية تعود الى عدم تمكنها من الوصول إلى مجلس النواب الخامس عشر، مشيرة إلى أن عدد النساء اللاتي ترشحن في الدورة السابقة بلغ 49 مرشحة لم يحالف الحظ، إلا واحدة منهن عن طريق الكوتا.
وأشارت إلى أن عدد النساء اللاتي ترشحن للدورة الحالية في الدوائر الاخرى الباقية وعددها خمس دوائر بلغ 11 سيدة من صاحبات الكفاءة والخبرة.
ولفت إلى أنه وفي ظل غياب الإجماع العشائري عن تلك المرشحات ستظل فرصهن قليلة بالفوز، خاصة وأن الإجماعات العشائرية في هذه الدوائر يسيطر عليها الذكور.
وأضافت أن طريقة احتساب الكوتا في المجلس النيابي السابق باعتماد النسبة وليس مجموع أعلى الأصوات كان سببا في عزوف المرأة عن الترشح للانتخابات في الدورة الحالية.
ودعت الغرايبة إلى ضرورة ممارسة المرأة الناخبة لحقها الانتخابي، مع تأكيدها على أهمية تصويتهن للمرشحات والعمل على إيصال المرأة لمجلس النواب المقبل، من أجل تصويب أوضاع بعض القوانين المتعلقة بالمرأة.
وتوقعت الغرايبة حصول نساء المحافظة على مقعد نيابي من خلال المقاعد الإضافية المخصصة للكوتا، لافتة إلى أن الاتحاد عقد مجموعة من الورش ستتبعها ورش أخرى لتدريب المرشحات على كيفية قيادة الحملات الانتخابية، وكيفية توفير الدعم لها ومراقبة الانتخابات، وكيفية حصول النساء على المقاعد الإضافية المخصصة للنساء.
وترشح عن الدائرة الفرعية الأولى لدائرة إربد التي تشمل لواء القصبة امرأة واحدة فقط، فيما ترشحت أربع أخريات في الدائرة الفرعية الرابعة، فيما خلت الدوائر الفرعية الثانية والثالثة والخامسة من هذا اللواء من المرشحات.
وترشح عن الدائرة الانتخابية الثانية التي تشمل لواء بني عبيد وفي الدائرة الفرعية الثانية فيها مرشحة واحدة فقط، وفي الدائرة الثالثة التي تشمل لواء المزار مرشحة واحدة ايضا.
كما ترشح في الدائرة الخامسة التي تشمل لواء بني كنانة مرشحتان، وفي الدائرة الانتخابية السابعة التي تشمل لواء الأغوار الشمالية مرشحة واحدة أيضاً، في حين خلت دوائر ألوية الرمثا والكورة والطيبة والوسطية من المرشحات.
ويسجل مراقبون للحراك الانتخابي النسائي في المحافظة العديد من النقاط السلبية على تحرك المرأة المتواضع من حيث اجتماعاتها وزياراتها الميدانية ومشاركاتها في منتديات حوارية تقام بين الحين والآخر في ظل غياب للمرأة المرشحة التي يفترض أن تكثف من تواجدها في هذه الأمكنة.
وتبدي مرشحات في قصبة إربد ثقتهن بنتائج الانتخابات المقبلة حتى إن لم يحالفهن الحظ في الوصول إلى مجلس النواب، مؤكدات أنهن يسعين إلى تثبيت أسماء لهن على الساحة الانتخابية تمهيداً لدورة العام 2014.
والغريب أن المرأة في الدوائر التي خلت من مرشحات تقوم بدور فاعل في قيادة العملية الانتخابية لعدد من المرشحين، حيث تشارك النساء وحتى كبيرات السن في الحراك الانتخابي والزيارات المنزلية والحملات الإعلامية.
وتقول قيادات نسائية إن عددا من النساء اللواتي يقفن إلى جانب مرشح معين سواء كان زوجها أو قريبها، يقمن بزيارة المنازل ويعرفن بأنفسهن وبالمرشح الذي قرر طرح نفسه، مقدمات وعودا واقتراحات لأهل المنزل إذا ما أدلوا بأصواتهم للمرشح الذي يروجن له.
ويضفن أن ما تقوم به المرأة من حملة انتخابية واسعة لمن يخصها من المرشحين لا يستطيع الرجل نفسه القيام به لصعوبة وصوله إلى نساء البيوت.
وأكدن أن المرأة حققت تقدما ملحوظا في المشاركة الانتخابية على الرغم من عدم طرحها لنفسها في الانتخابات الحالية، إلا أنها جنبا إلى جنب مع الرجل بوقوفها إلى جانب دعم حملته الانتخابية، لافتات إلى أن المرأة بدأت بالحملة الانتخابية قبل الرجل من خلال الزيارات المنزلية للصديقات والقريبات والجارات.
إحدى اللواتي لم يحالفهن الحظ بالانتخابات الماضية وفضلت عدم نشر اسمها تقول إن صوت المرأة في الأغلب ينحاز لمرشح العشيرة ومرشح الزوج أو الأب والأسرة، مؤكدة أن للمرأة دورا فعالا في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأثبتت وجودها في كافة المجالات، ولا بد أن يكون لها دور فعال في فرز النائب الذي تريد وليس الأب أو الزوج.
من جانبها، أكدت مقررة تجمع لجان المرأة في إربد غادة طلفاح على أهمية مشاركة المرأة في عملية الاقتراع، خاصة وأن العنصر النسائي المسجل في جداول الناخبين لدوائر محافظة إربد يفوق الذكور بحوالي 25 ألفا، وأنه على سبيل المثال فإن عدد الناخبين الذكور في دائرة إربد بلغ 87915، في حين بلغ عدد الإناث 90373.
وتبدي تفاؤلها بفوز أكبر عدد من مرشحات التجمع خارج نطاق الكوتا وتحديدا في المناطق الأقل كثافة سكانية، مؤكدة كفاءة المرشحات القادمات وقدرتهن على تحمل مسؤولية عمل المجالس البلدية بما يحملنه من مؤهلات علمية، وما اشتركن به من دورات خاصة بقضايا المجتمع، إضافة للخبرات السابقة لعدد من المرشحات.
وتدعو طلفاح الرجل والمرأة للمشاركة في الانتخابات البلدية والتصويت للأفضل بعيدا عن العشائرية التي تتسيد الموقف برأي الأكاديميين، مشيرة إلى قوة الحراك الانتخابي النسوي الذي طال مختلف المؤسسات والمنازل في منطقة كل مرشحة.
وأوضحت أن المرشحات أعددن مسبقا برامجهن الانتخابية التي تطرقت لمختلف قضايا المجتمع الخدمية منها والسياسية، ولم تقتصر على قضايا المرأة والطفل.
وشددت طلفاح على أن تكون المرأة المرشحة على قدر من المسؤولية، ومتمكنة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مطالبة المنظمات النسائية ببذل المزيد من الجهود لاختيار المرشحة التي تمثل المرأة بالشكل السليم، وأخذ دورها في خدمة المرأة على كافة الأصعدة.
وأشادت مها المراشدة، عضو بلدية غرب إربد بالقانون الجديد باحتساب 12 مقعداً للنساء على نظام الكوتا، مشيرة إلى أن تلك الخطوة ايجابية، آملة أن تفوز السيدات بالتنافس لتكسب المرأة الأردنية 12 مقعداً إضافياً.
وطالبت أن تكون المرشحة قادرة على إيصال صوت المرأة الأردنية على مستوى المملكة، وأن تمثل المرأة تمثيلا حقيقيا من دون أجندات خاصة، لافتة إلى أن عددا من المرشحات في الدورة السابقة كنَّ يجهلن كل القوانين المعمول بها في المملكة وحتى نص قانون الانتخابات.
ولفتت إلى ضرورة أن يحمل البرنامج الانتخابي لدى كافة المرشحين هموم الوطن والمواطن لينتج عن ذلك برلمان قوي، مطالبة المنظمات النسائية في إربد بالعمل على زيادة وعي المرأة المرشحة من خلال عقد الورش التدريبية.