كلمات مبعثرة ننثرها في حديقة الأحزان في الوداع الأخير، فنقول وداعا لمعالي العين الشيخ الدكتور أحمد مفلح مرعي القضاة "أبو ماجد/أبو المعتز"، عميد آل القضاة، فها هي روحه الطاهرة تفيض إلى بارئها فجر السبت التاسع والعشرون من يوليو/تموز 2017 ميلادية الموافق للسادس من ذي القعدة 1438 هجرية.
نقول إن معاليه كان محبوبا عند القاصي والداني، وإنه لمشهودٌ له بكل المجالات والميادين، فلقد أثبت دون منازع بأنه رجل عشيرة ومحافظة ووطن وأمة وإنسانية بكل المعايير. كيف لا وقد تزاحمت في صدره، كل معاني الرجولة والبطولة والشجاعة والأنفة والورع والتقوى والتواضع الوفاء.
ولا نقول إن عشيرة آل القضاة في محافظة عجلون والوطن الغالي المملكة الأردنية الهاشيمة وفي شتى أنحاء العالم تودَّع وحدها عميدها وابنها البار، بل نقول إن العالم كله افتقد ركنا من أركان العِلم والعمل والإنسانية، افتقد طبيبا نطَّاسا ما توانى عن خدمة الأمة والإنسانية بمسلميها ومسيحيها وكل أعراقها.
بل لعمري إن العالم افتقد إنسانا صعد سلم المراتب، الدرجة تلو الأخرى، دون أن يَقُدْهُ العُلوُّ إلى غرورٍ أو تعالٍ على بني جنسه من البشرية، فلقد ارتقى الفقيد من طالبٍ ذكيٍ عبقريٍ إلى طبيبٍ مخلصٍ لمهنته، ومؤدٍ لرسالتها، إلى مدير عام كبير غيور على تأدية الأمانة بكل الأمانة والورع والتقوى، وافتقد العالم في الفقيد الكبير نائبا في مجلس البرلمان الأردني مُؤتمنا على مطالب شعبه دون هوادة، فوزيرا لم تزده المراتب إلا خَفضا لجناح التواضع للصغير والكبير، فعينا من أعيان الملك، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، واضعا مخافة الله نُصب عينيه.
نقول إننا نودع شيخنا وعميدنا وقدوتنا معالي الوزير وسعادة النائب وسعادة العين، نودع معالي العين النائب الدكتور أحمد مفلح المرعي القضاة "أبو ماجد/أبو المعتز"، بقلوب محزونة يعتصرها الألم والأسى واللوعة، نودع من عرفناه وعرفه الجميع تقيَّا مؤمنا وَرِعا، ومن عهدناه منتميا لأهله وعشيرته ومحافظته ووطنه وقائده وأمته والإنسانية، ومن عرفناة رمزا للتواضع والطِيبة ومثالا لها واضحا وصريحا، الذي ما التقى امرءٌ بمعاليه، إلا وقد لاحظ البشاشة والابتسامة على محيّاه، ولاحظ البساطة في الحديث دون تَكبُّر أو تَرَفُّع، واستشعر الحكمة في الحوار دون تلعثُمٍ أو تَنَطُّع، وأحسَّ بالمنطق في السَرْدِ دون إسهابٍ أو تَصَنُّع.
وبرغم أن فقيد الوطن والأمة والإنسانية الكبير –يرحمه الله- كان لا يحب الألقاب أو يتباهى بها، فهو يبقى الشيخ الكبير المعروف سليل الشيوخ، فوداعا للكبير ابن الأكابر الذي يغادر أهله وذويه وأنجاله وأصدقائه ومعارفه في محافظة عجلون وفي المملكة الأردنية الهاشمية، وفي شتى أنحاء العالمإلى دار الحق إلى جنات الخُلد وافردوس الأعلى بعونه تعالى.
وداعا، وداعا يا معالي الوزير الذي ما غرّته المناصب ولا غيّرت الألقاب شيئاً من طِباعِة المجبولة على الوفاء والمحبة والمودة لأهالي محافظة عجلون الكرام أجمعين، بكل ألوان طيفهم الجميل، وللأهل والعشيرة وكل أنحاء الوطن والوطن الكبير والأمة والإنسانية.
فبلابل عجلون وكل بلابل الدنيا الآن حزينة تبكيك في تغريداتها، وكل حمائم عجلون وكل حمائم العالم مذهولة الآن وهي تبكي في هديلها وداعتك وطيبتك وإنسانيتك، بل إن كل أوراق الشجر ولك الورود تبكي فيك طِباعِك المجبولة على الإخلاص والانتماء للوطن الغالي المملكة الأردنية الهاشمية، وقيادته الحكيمة الرشيدة وشعبه الكريم، والأمة والإنسانية.
والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع على رحيلك الأخير إلى العالم الآخر إلى دار الحق، إلى يدي المولى يا معالي الوزير الدكتور أحمد مفلح مرعي القضاة "أبو ماجد/أبو المعتز"، أيها الشيخ الكبير ويا عميد آل القضاة -المحبوب الشهم الشجاع الطيب- في الأردن وحول العالم، أيها الركن الكبير من الرعيل الأول الأول من عشيرة القضاة في محافظة عجلون وفي المملكة الأردنية الهاشمية وشتى أنحاء العالم.
وإننا لنعزي فيك أنفسنا ونعزي فيك أحر العزاء حرمك المصون الأخت الفاضلة أم المهندس المعتز، ونعزي فيك أهلنا وكل أبناء العمومة وكل ذويك، الذين هم ذوونا، يا شيخنا وعميدنا يا معالي العين الشيخ الدكتور أحمد مفلح مرعي القضاة. نعزي فيك أنجالك الأشاوس الأفاضل وكريماتك الماجدات الفاضلات كل من الدكتــــور ماجـــد القضاة والمهندس معتــــز القضاة والدكتـور منتصـر القضاة والدكتور معتصم القضاة والدكتور محمـــد القضاة والمهندسة ماجدة أم عبد الحميد القضاة، المهندسة لُبنـــة أم منصـــــور القضاة.
ونعزي فيك كافة أحفادك وحفيداتك وأنسبائك وأحبائك ومعارفك وأصدقائك الكرام جميعهم، فردا فردا، كل باسمه ولقبه، راجين المولى أن يرحمك ويغفر لك ويدخلك فسيح الجنان، وعظّم الله أجركم أبناء العمومة الكرام جميعكم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وعزاؤنا وعزاء الجميع يا دكتورنا الغالي وفقدينا الكبير أنك تركت خلفك يا عميدنا أنجالا وكريمات وأحفادا، كلهم يُشار إليهم بالبنان، والذين ما عهدناهم إلا على نهجك الطيب وسيرتك العطرة لسائرون. وداعا أبا المعتز، يا من تشرفت بمعرفتك عن أقرب ما يكون في تسعينييات القرن الماضي وما بعدها، وما لاحظت عليك اغتياب امرء أو الإساءة إليه أبداً أبداً، وإن المقام لا يتسع لتفاصيل جميل أفضالك وأفعالك مع كل من عرفك أو طرق بابك المُشرَّع دوما، فأنت الآن بين يدي الرحمن الذي هداك لكل البِر والورع والتقوى والإنسانية، وإذا كنتُ موصيكَ، وكان يمكنك، فبلَّغ السلام لكل الراحلين الذين سبقوك جميعهم، وبلِّغه لأستاذي الفاضل شقيقك الراحل المحامي محمد القضاة "أبي زيد"، ولصديقي العزيز شقيقك الراحل المهندس أكرم القضاة "أبي محمد"، ولوالدتي الفاضلة الراحلة أم الدكتور إبراهيم سلمان القضاة، التي أحبَّت فيك نجلا من أنجالها، ولشقيقي الراحل الدكتور عبد الله سلمان القضاة "أبي حسام". والسلام. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
صديقكم الوفي وأخوكم الأصغر المحزون/محمد سلمان القضاة "أبو راني"، باسمي واسم زوجتي منال البصول "أم راني"، وراني وأحمد وريما وسلمان ولارا ورؤى وعبد الله محمد سلمان القضاة، وكنَّتُنا الأولى هبة القرعان أو هبة راني.