قصة اخبارية
انتخابات اللحمة والكنافة
حسان علي عبندة
يطوف ماجد ورفاقه الثلاثة بمركبتهم بحثاً عن مقر انتخابي يولم لزواره لحماً ومرقاً، قبل وصولهم المقر الانتخابي يرسل ماجد عيناً من رفاقه يستطلع المكان، فإن اشتم رائحة الطبخ عاد للمركبة وبيده صورة للمرشح يقومون بإلصاقها على المركبة والدخول من الباب الشرعي للمقر الانتخابي.
"والله ما شفنا اعداد بشر مثل هالمقر ما شاء الله كلنا مع ابو محمد " يقولها ماجد قائد المجموعة لمستقبليهم على باب المقر، تُتسقبل هذه العبارة بنشوة وابتسامة صاحب الحاجة الارعن، "كل صحابي رح ينتخبوا ابو محمد وصيتهم واحد واحد" يردد أحد رفاق ماجد هذه العبارة التي رددها في كل مقر".
يتناول الاربعة اللحم والكنافة ويجلسوا تملؤهم مشاعر الراحة واللامبالاة بعد ضمان استقرار اللحم والكنافة في بطونهم والاغلاق عليها بسيجارة، ويبدأون بمتابعة ما يدور بعيونهم دون أي إدراك لما يجري.
تنتهي رحلة ماجد اليومية بعودتهم الى المقهى ليبدأو الضحك كيف أحضروا الصورة وألصقوها ودخلوا واستقبالهم ومداخلاتهم وتعابير وجوههم، ويختموا حديثهم بالتناجي بمواصفات العشاء واللحم والتخطيط لرحلة الغد لإلتهام ضحية أخرى.
مهن جديدة موسمية ظهرت مع بدء الحملات الانتخابية، أحمد طالب كلية الاقتصاد في جامعة اليرموك إعتاد الذهاب يومياً بعد إنتهاء دراسته الجامعية إلى مقر أحد المرشحين لاستقبال الضيوف والقيام بواجب ضيافتهم ومجاملتهم مقابل سبعة دنانير يومياً، هذا العمل قاد أحمد لتوظيف عشرة من زملائه في الجامعة بنفس المهنة، فغدا المنسق بينهم وبين المقرات الانتاخبية لتأمينهم بالشباب بين خادم ومستقبل ومنظف ومتحدث ومنافق.
ماجد حامل بكالوريوس التمريض العاطل عن العمل كان أحد هؤلاء العمال الموسميين، حين يخلو مع نفسه تدمع عيناه حزناً على ما آلت اليه ظروفه.