ما زلت أتذكر الليلة السابقة لنتائج التوجيهي ، وكيف كانت الأعصاب مشدودة والعيون مدمعة والقلوب منفطرة ، ما زلت أتذكر كيف كنا نقضي الليل إما في صلاة ودعاء وإما في عذاب وانتظار ، فلا الساعة تنصفنا وتسرع عقاربها ولا الليل لديه رغبة في الجلاء ، وليس هناك مسيطر سوى الخوف الذي يداعب أفكارنا مرة بعد مرة بهاجس الرسوب وشماتة الجيران وغضب الأهل .
كنا نقضي الليل سهارى تجف حلوقنا مع ترديد عبارة \" يا رب \" ، وتختنق رئتينا بدخان السجائر ، والصداع الكلي سأترك الحديث عنه فهو يحتاج إلى شرح يوم كامل .
وما أن يطلع الصبح بطيئا ، ويتثاءب الصباح كسلا ، وتفرد الشمس جدائلها زهوا ، نكون مهلكين متعبين وبرمق أخير نبقى إلى حين إعلان النتائج ، التي ستسفر أما على نجاح وفرح ومكافاة شر الأهل والأصحاب والجيران وإما عن رسوب وخزي وشماتة .
لا تختلف الحالات السابقة عن نتائج الانتخابات النيابية ، فكلاهما نتيجته واحدة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com